لن تكونَ حبيبتي حلماً
كالجنة أو الجحيم أو الفرح
فهي هناك
تسكن في عين الذئاب؛
سآتيكِ ياحبيبتي
جالساً
لا أبكي على الماضي
ولا أنوي فيه البقاء
منتظراً
زحفاً من الأنهار
يأتي
يأخذني إليكِ؛
فلا تحرقي الدارَ
التي فيها التقينا مرةً
أو الوسائد والشراشف
لا تبدلي الشمعَ
بآخرَ
أو الأرائك
لا تكسري الفناجين
التي فيها شربنا
قهوة
مبللةًَ بالياسمين
ولا تهشي عن شهيتكِ
مذاقَ العنب الأسود
الذي منه أكلنا
عطشاً...
لا تُطلي سقفَ الدار
بغير طلائه
الأبيض
فهو لا يشبه ريحي
ولا لون وجهي
لا تمزقي ثوبكِ
المدعوك بأنفاسي
لا ترمي عطر شعركِ
المجعد بحر أناملي
أو تحرقي العطرَ
بالعطاس
لا تربكي حاسة الشم
بأخرى من الحواس
كي تنسيَ رائحتي
المسلوقةَ أبداً
بالطين
والبارود والقصب
لا تبعدي كفكِ البربريةَ
عن وجهك
وقت النوم
لأنها امتزجت
بخطوط دروب يدي
السادرة بالجحيم
لا تغسلي عتبة داركِ
أو كفكِ
في البحر
غبشاً
سبعَ مراتٍ
لأنهما لامسا قدمي وكفي
البدويتين
لا تنفي من الذاكرة الأماكنَ
التي جلسنا عندها
أو مشينا تحت سرواتها
لا تعصبي عينيكِ
شهراً
صومَ كفارة رؤيتي
ولا تحرمينهما
من رؤية عين الذئاب!؛
فأنا انتظر زحفاً
من الأنهار
يأخذني اليكِ
أرحل؛
وفي طرف الأصابع
تستعر النيران
حافيةَ؛
كلما لحَّ الزحفُ
صوبَ البحر
تُفزعُ النيرانُ؛
الدرب أبعد ما يكون
لا عطر فيه
للضفاف
ولا أثر
-أين شربتَ قهوتكَ
المبللة بالياسمين
آخرَ مرةٍ
ومتى؟
-على البحر
قبل الزحف
بيومين؛
قالت الأنهارُ:
أهلاً بالتحية
فالندخل البحرَ
قبل اكتحال الرمل بالشمس
وقبل ان يستيقظ الغرقى
ودادَ قضاءَ الموت
على الساحل؛
هل نطرق الأبواب؟
لا كوة في البحر
يلكزها الأفقُ
بالتعاويذ
ولا خشب الأبواب يندى
بالرطوبة؛
الدار في ركن
من الزحف
ساحت دائخةً
تذرف الدمعَ
لتطفئ فينا الإحتراق:
أيتها الكبيرة
في الجنون
كريح أهلها
بيضاء داركِ
لايرشها
بالإخضرار الدخان~
جنوب السويد