جورج جحا منبيروت - جاء الكتاب الضخم الذي اشرف عليه جان فرانسوا دورتيي والذي حمل عنوانا هو (فلسفات عصرنا.. تياراتها، مذاهبها، اعلامها وقضاياها) في ترجمته العربية سجلا احتوى على ما وصف بانه نظرات على الفلسفة المعاصرة.
هذه النظرات تمتد كما جاء في وصف محتويات الكتاب من quot;الحداثة الى ما بعد الحداثة الفلسفة والسياسة فلسفة الاخلاق وفلسفة العلوم الروح (الفكر والعقل في البحث عن المعنى.quot;
الكتاب الذي اشرف عليه جان فرانسوا دورتييه quot;دورتييquot; رئيس تحرير مجلة العلوم الانسانية في فرنسا ترجمه عن الفرنسية الناقد الادبي والمترجم والاستاذ المحاضر في جامعة الجزائر ابراهيم صحراوي جاء في 551 صفحة متوسطة القطع وصدر عن مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم وquot;منشورات الاختلافquot; في الجزائر وquot;الدار العربية للعلوم ناشرونquot; في بيروت.
وفي quot;اشارة من المترجمquot; ورد ان (فلسفات عصرنا) quot;كتاب ظهر في فرنسا منشورات العلوم الانسانية سنة 2000 يضم... دراسات ومقالات مأخوذة من مجلة العلوم الانسانية.quot;
كتبت المقالات (او الدراسات) بلغة متفاوتة في السهولة والصعوبة من فصل الى اخر ومن مقالة الى اخرى واسلوب متفاوت هو ايضا من حيث البساطة والتعقيد وان كان الجمهور المقصود بالكتاب اصلا لا يقتصر على المختصين بقدر ما يتجه كذلك الى جمهور غريب عن الفلسفة واجوائها..quot;
واضاف quot;ما يلاحظ على الكتاب رغم شموليته وحصره لكل تيارات الفلسفة واتجاهاتها هو تجسيده العملي الواضح لمفهوم المركزية الاوروبية التي لا تنظر الا الى اوروبا (الغرب) وامتداداتها الجغرافية والحضارية (امريكا وامريكا اللاتينية) معتبرة اياها مركز العالم وعماده وماعداها اطراف تسكنها اقوام من مرتبة ادنى من مرتبتها...quot;
اما مؤلفو الكتاب وهم فلاسفة وباحثون في الفلسفة واساتذة جامعيون وصحافيون علميون فمعظمهم من الفرنسيين وهم.. سيلفان الومان وجان ميشال بيسنييه ومونيك كانتو - سبيربر واندريه كومت - سبونفيل وجان فرانسوا دورتيي وجان -بيارديبيي ولوك فيري وبيار جاكوب وايف جانوريه ونيكولا جورنيه وميشال لالومان وجاك لو كومت وكلود لوفورت وروبير مسراحي وادجار مورين ومارك نوبورج وزورا بيتراسكي وبول ريكور وجان كلود ريانو - بوربالان وشارل تيلور وتزفتان تودوروف وفيليب فان دان بوسش.
وجاء في quot;مدخلquot; ان quot;الفلسفة ابدية خالدة لكن الفلسفات بنات عصرهن.. هدف هذا الكتاب هو عرض الموضوعات الكبرى التي تشغل بال الفلاسفة المعاصرين من مدرسة فرانكفورت الى جورجن هابرماس ومن ميشال فوكو الى جاك دريدا سنرى كيف شمر المفكرون عن سواعدهم لنقد الحداثة (التي تهيمن عليها افكار التقدم والعقل والحرية والفرد).
quot;سنرى كيف ظهرت الى الوجود فكرة ما بعد الحداثة رؤية لعالم محروم من الاساطير الكبرى المحفّزة .. عالم سنعيش فيه من الان فصاعدا بتعبير جون فرانسوا ليوتار.quot;
وكان على فلسفة السياسة quot;ان تواجه تحديا مزدوجا. اولا تأمّل الشمولية الارث الكئيب للقرن العشرين الذي سيشغل التاريخ الانساني مطولا. لكن على هذا الفكر كذلك ان يتأمل الديمقراطية واحراجاتها.. كيف نوفق بين الحرية والعدالة والفرد والجماعة. من جانا ارندت الى كلود لوفورت ومن جون راولس الى شارل تيلور او كورنيليوس كاستورياديس تعطينا بعض المؤلفات الكبرى مفاتيح لفهم طبيعة النظم السياسية المعاصرة.quot;
ولم تعد quot;المسائل التقليدية للاخلاق تتعلق اطلاقا فقط بفن الموافقة بين سلوك الفرد وسلوكيات الاخرين .. اصبحت هناك رهانات وتحديات اخرى تواجه الفكر مع اخلاقيات واداب البحث البيولوجي... وحماية المحيط والبيئة والتقنيات الجديدة والانسانية..quot;
وقد اسهمت quot;الابستمولوجيا (نظرية المعرفة) وهي ميدان واسع اخر من ميادين الفلسفة المعاصرة في تجديد وجه العلم... كانت نظرية المعرفة دائما موضوعا مختارا من الفلاسفة. انها تهتم بمعرفة كيفية عمل العقل الانساني وباية شروط يمكن الحصول على معرفة ناجحة. تجدد هذا التساؤل على نحو عميق مع شارل ساندرس بيرس والبراجماتية ولودفيج ويتجونستاين والفلسفة التحليلية ومؤخرا مع فلسفة العقل المنبثقة عن العلوم المعرفية او نظرية التعقيد التي وضعها ادجار مورين.quot;
وجاء في هذا المجال quot;تطرح الفلسفة ايضا نفسها فنا للعيش. تدين عودة الفلسفة منذ سنوات بكثير لاعادة اكتشاف القضايا المتعلقة بالسعادة والحرية والمعنى الذي ينبغي اعطاؤه للحياة...
quot;كان القرن العشرون قد بدأ باعلان quot;موت الفلسفةquot; وقد انتهى بالتحقق من quot;عودتهاquot; مع التراجع كان تشخيص الوفاة مبكرا ذلك انه ما دام الانسان سيتساءل عن قدره ووجهته فان الفلسفة ستجد مكانها في الفكر الانساني.quot;
(رويترز)