ولا وشاية،
بغبش مخاتل
يغسل عواءُ جِراء الفجر
غبارَ القوافل؛
فلا أرى الدروبَ
لأسدها عليك بالدمع؛
ولا أقوى على شرب القهوة
لأنساك أو أرثيك
لن أكتب لمجدك سطراً
هذه المرة
ذماً كان أو مديحاً
لن أنتظر موسيقى السفن
لأسألها عنكَ
أو ألهو أمامها
كالأطفال
لتحملَ حزن قيثاري اليك؛
كالدراويش بعد نهاية الأوراد
تربكني الصرخات
بلغات أخرى
لا أفهم كنهها،
كل عضو فيَّ يهتزُّ صارخاً
يحتاج الى ترجمان
ياحبيبي؛
لا توبةَ على باب ضريح تنفعني
ولا بصاق القدسين
فوق أصابعي
يوقف نزفَ المسافة!
المسافةُ بيننا الآن
ملغومة بالتلفت
لكن الطيور في مدن الثلج
لا تخشى البردَ؛
بل تنوس بعينيك
صوب الأبدية:
أتذكُر؟
يوم كنا صغاراً
نجعل من الأحذية البالية طيوراً
نبني لها الأقفاص
نطعمها مؤونةَ الأهل
من الرز،
نتحارب عليها
ونسهر ليالٍ مرعوبين
خوف أن تطير
فيصطادها جيران الحرب.
الآن،
أين هرَّبتَ الطيور؟
الى أي بالٍ أعرتها؟
أيها الرحيل:
ألأنكَ اكتشفتَ غنائي
توقفتَ عن نعي المسافات؟~

جنوب السويد