تركة الفنان بعد رحيله وجدل قبل أشهر على معرضه
ايلاف:معرض الخريف الذي يقيمه متحف تايت مودرن Tate Modern هذا الموسم مكرس لتركة الفنان الاميركي آندي وورهول. والمعرض الذي يقام تحت عنوان quot;حياة شعبية: الفن في عالم ماديquot;Pop Life: Art in a Matterial World يستطلع تأثير رائد الفن الشعبي أو quot;البوب آرتquot; في فنانين ليس آخرهم الرسام البريطاني دامين هيرست المعروف بكونه أغلى فنان بريطاني بعدما بيعت احدى لوحاته بنحو عشرة ملايين جنيه استرليني.
معرض آندي وورهول اثار جدلا في الأوساط الفنية حتى قبل اشهر على موعد افتتاحه. ويدور الجدل حول ما إذا كانت عبادة الشهرة وتسليع الفن والمتاجرة بالنجاح هي فعلا تركة آندي وورهول في عالم الفن. ويرى جوناثان جونز في صحيفة quot;الغارديانquot; ان اصحاب الصالونات وأمناء المتاحف الفنية عمدوا الى تسليط هذا الجانب على وجه التحديد في شخصية الفنان ساخرين ممن يحاولون توجيه الانتباه الى جانبه الجدي لافتين الى السوداوية واليأس في رؤية الفنان وخاصة اعماله في عقد الستينات. فهي اعمال تتخذ من الموت والكوارث موضوعا لمادتها، بما فيها مشاهد صارخة لحوادث انتحار وتحطم سيارات يصورها آندي وورهول باسلوبه المعروف في استخدام الصور الفوتوغرافية والقماشة الحرير ممهورة بحقول مجردة من اللون الخاوي لكنه لون يتفجر عاطفة، على حد وصف أحد النقاد.
يقول جونز انه يتفهم المعارضة التي يلقاها الرأي الداعي الى اعتبار ووورهول فنانا جادا. ويروي مشاهدته فيلما عن مغنية مشهورة تظهر شاردة الذهن ومستغرقة في الدردشة واحيانا تنقر على الدف مع عازفين آخرين. وعندما تبتعد العدسة عنها ببطء يرى المشاهد بقية اعضاء الفرقة الغنائية ـ وطفلا صغيرا هو على الأغلب ابن المغنية. ما يثير الأسى مشهد هذا الطفل الحزين جالسا مع فرقة لموسيقيى الروك تتدرب على اناشيد غريبة، بين الكبار في اجواء غير مناسبة للطفل. كل هذا يدفع الى التساؤل عمن صنع هذا الفيلم، عن طبيعته الجريئة والبسيطة في آن، وتركيزه على شخص واحد، دون حركة جانبية للعدسة أو تقطيع أو تحرير سينمائي. انه فيلم من صنع وورهول نفسه، وهو يقدم تقريره الى التاريخ مسجلا للأجيال القادمة حقيقة بديهية ومخيفة عن هذا العالم.
كل هذا يجعل من الفنان آندي وورهول شخصا بالغ التعقيد وفنانا استثنائيا ومؤرخا صاحب رؤية.