طالبات معهد الفنون الجميلة للبنات ببغداد
مهرجان مميز رسالته (هكذا تحدث الفن)
عبد الجبار العتابي من بغداد:
سأبتدأ الكلام بالقول: ان ما شهدته بناية المسرح الوطني ببغداد، قاعة العرض والاروقة، صباح يوم الاربعاء شيء عجب، لا يمكنه ان يصدقه مصدق، لان الذهول الذي سيحيط بمن يرى ويسمع سيدفعه الى يقف مندهشا لاسيما ان المشهد كله (فتيات)، مئات الفتيات، كلهن زهرات في مقتبل العمر من طالبات معهد الفنون الجميلة للبنات (الدراسة الصباحية)، حيث الاحتفال السنوي بتخرج الدورة الجديدة، واقامة مهرجان المعهد للإبداع الفني والذي حمل شعار (هكذا تحدث الفن)، وحضرته السيدة هيرو ابراهيم أحمد عقيلة رئيس الجمهورية جلال الطالباني، كانت الصور اكثر من زاهية كأنه عيد تسابقت فيه الطالبات بلبس اجمل ما لديهن وتقديم افضل ما ابدعنه، ولا اغالي ان قلت ان المسرح كان مكتظا جدا وكانت كل الوان الفنون الجميلة حاضرة بشكل يلفت النظر.
تضمن المهرجان العديد من الفعاليات الفنية التي غطت مساحة الرواق الرئيسي للبناية ومنها : افتتاح المعرض التشكيلي الذي يتوزع بين الاعمال النحتية واللوحات والكرافيك والخزف والاعمال التصميمية والخط العربي والزخرفة الاسلامية وصبت كل الاعمال في خدمة التوجه الوطني واعلاء صورة العراق الجديد وابراز ابداع المرأة العراقية المميز دوما، كما اكدت ذلك السيدة كريمة هاشم مديرة المعهد.وقدمت طالبات المعهد على خشبة المسرح مجموعة من الموشحات والاغاني التراثية عرضاً استعراضياً جميلاً حمل اسم (لوحة بغداد) من تأليف الموسيقي كمال حسن واداء مجموعة من طالبات المعهد، بعدها قدم قسم السمعية والمرئية، ستة أفلام قصيرة أسهم بتأليفها وإخراجها عدد من اساتذة وطالبات المعهد، منها : (العالم أنت) تمثيل وسام كاظم وفكرة واخراج وسيناريو سالي صباح، و(حي المبدعين) إخراج نور العقابي، و(احلام الطين) سيناريو وإخراج الطالبة رسل هاشم، بعدها قدم قسم المسرح في المعهد مسرحية (عذابات ام صياح) التي جسد شخوصها عدد من طالبات المعهد، ثم اختتمت فعاليات المهرجان بعرض استعراضي حمل اسم (لوحة العراق) جمع فيه كل امنيات واحلام الطالبات بالعيش في وطن امن وسعيد يسوده السلام والأمان، ثم وزعت الجوائزبين عدد من الطالبات المتفوقات من خريجات المعهد، أسهمت فيها جمعية الهلال الأحمر العراقية.
كل الطالبات اللواتي التقيناهن كن سعيدات وفخورات بمشاركتهن بالمهرجان وبما قدمن مؤكدات انه نتاج عمل مشترك ما بين الادارة والطالبات، وان ما انتجنه هو تعبير عن قدرة المرأة العراقية في البناء والابداع، ودعوة الى النظر بعيون صحيحة الى مكانة الفن في المجتمعات والى قيمة المرأة الفنانة في المجتمع العراقي، كما اشارن الى الرسالة التي بعثها المهرجان تؤكد على الفن هو روح الحضارة وصورة من صور تطور البلد، وتمنين ان تدعم الدولة نتاجهن ليستطعن إبراز نشاطاتهن بشكل أكثر ابداعأً في المستقبل، فالطموح كبير لكن الإمكانات ضعيفة كما يقولن.اما كريمة هاشم مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات التي كانت تدور في الامكنة جميعا ولا تهدأ وتتفقد كل صغيرة وكبيرة فقالت : انا سعيدة بدورة هذا العام، لانها اكثر اتساعاً وتنظيماً من الأعوام السابقة، وقدم فيه العديد من الأفلام والمشاريع الجديدة والنتاجات التي تنبئ عن إمكانات جديدة وخلاقة للطالبات، والتي احتضنها المسرح الوطني في مبادرته الثانية، والمعهد لم يشهد طيلة فترة تأسيسه وانفصاله عن معهد الفنون الجميلة للبنين عام 1995 مثل هذا المهرجان المميز والمتنوع والحافل بنشاطات الطالبات الجديدة اللواتي نستبشر خيرا فيهن لمواصلة المسيرة الابداعية للفن العراقي باختلاف مجالاته.
وقالت ايمان الطائي المدرسة في المعهد: الفن لغة سامية ونبيلة تتحدث بلغة المحبة والاحتواء والمؤاخاة والبحث عن الجمال، وبهذه اللغة تحدثت طالباتنا، حيث المهرجان هو دعوة الى ان نتناول هذه اللغة في حياتنا العراقية اليومية ونحن نتمنى ان يفهمها ويتناولها السياسيون والمسؤولون في الدولة، واضافت : ان لغة الحوار هي الاجمل كي نستطيع ان نبني ونعمر بلدنا، وهذا المهرجان هو تحد للواقع الذي يحاول البعض جعله متأخرا، وفي المهرجان رسالة اخرى من خلال هذا النشاط النسوي وهي ان المراة تستطيع ان تقدم كما يقدم الرجل في عملية البناء، واعتقد ان الابداع الذي قدمته الطالبات يبشر بالخير، وانا في نهاية السنة الدراسية افرح عندما ارى جهود الطالبات وهي تثمر هذا الابداع الجميل بشكل رائع، ونتمنى من الجهات المعنية التي يهمها امر المعهد ان تسهم خلال السنوات المقبلة في تطويره، سواء وزارة الثقافة او وزارة التربية او اية جهة داعمة، لان ما يقدمه المعهد هو صورة جميلة للمستقبل.اما رائد الواسطي رئيس فرع النحت في المعهد فقال : نحن نطمح من الطالبة لعدما تتخرج ان تكون فنانة كما الفنانات العراقيات وكما نحن بعدما تخرجنا من المعهد، هذا المهرجان منح للطالبان فرصة التنافس بقوة في الفكرة والاخراج وطرح الموضوع، وهذا ا يشجع الطالبة مستفبلا ان تكون فنانة مميزة، واضاف : على الرغم من الامكانات الضعيفة قدرنا ان نحقق شيئا في هذا المهرجان بجهودنا الشخصية وجهود الادارة والطالبات، ولكن على ارغم من وجود دعم الا انه جاء بعد ان انجزنا كل شيء، وهذا النجاح هو ثمرة تعب الاساتذة والادارة والطالبات خلال سنة دراسية كاملة.
وقال ماجد صالح مدرس مادة الكرافيك فقال : المهرجان بعث رسالة مفادها ان الفن هو اساس الثقافة والحضارة، وما قدمته الطالبات هو نتاج مشترك بين جهودهن وجهود الاساتذة من اجل الارتقاء بهن الى مستوى ان يكونن فنانات بشار اليهن بالبنان، مهرجان هذه السنة هو الافضل من جميع النواحي.