قل لي يا أميمة:

إن كان جنوني على لساني
سنونو و سوسنه
مواسم ربيع فاتنة
و عقلي داخلي فنان
يتوارى دهشة
ينحت بأزميله
خوفا مختبئا في رخام أغواري
أتكون الحقيقة تمثالا
يؤسر في الأمكنة؟

2
أجري يا أميمة
ورياح الصبا
أسابق حسراتي الماضية
يعزف صدري لحنها
تضيع الكلمات في بحرها
و الناس يومئذ
ضجيج ومكانس شياطين
الناس تكرار لتعاليق سخيفة
نمائم قاتلة و أخبار جرائد
و الاجترار
والأوصياء على الفناء
يأخذون حيطة الكلام
والكلاب تنام على النباح
تستيقظ باللهاث
و حكاك لسع البراغيث.

3


أسعى إلى المحال
يا أميمة

بمهماز الجرأة
أهتك ستر الألغاز
علنّي أمتص رحيق النور

تتوق روحي لحلقات الضوء
و فراش الحقيقة يعلم
أن نور الشمع
غالي التكلفة
و أحاجي الزمن الأفاّق ثعابين
حبال تتلوى على الرقاب

5

قل لي يا أميمة:

بماذا ينتفع الأعمى الضرير
إن مات الفراش محترقا

قل لي يا أميمة:

إن كان ظلي نار و منفى
يسير أمامي أتبعه
يسابقني أكرر أفعاله
يقترف الذنب الشنيع
أطلب الغفران له
فلا يعجبه صنيعي
يراه مهزلة
يسخر مني
يرميني
لمقصلة البلاهة و البداوة.
امنحيني يا أميمة مشعل الخلاص
فبحار شكي
تنفتح أبوابها للخطايا
وسفينتي لا تشبه سفينة نوح
و الهوام على أصنافها
والقباطنة أبطال ورق
تحركها أنامل ماكرة
هم الدمى

قل لي يا أميمة:

كيف ارفع جبيني؟
كيف أرفع شراعي عاليا
مهما صار حبله مشنقة.
فلا ربيع دون الفراشات
وقد بُعثت جمالا
بعدما كانت شرنقة.

قل يا أميمة:
أأسفُ والحرير يرفل
حيث تقوم الوقاحة
علامة تحدي
تؤذن لميلاد الفراغ

قل لي يا أميمة:
متى يرحل الليل
ويغادر مكانه الوسن
و تخرج أغنام الصباح
ترعى عشب النهار.