سقطتُ من النافذة، ارتفاع أربعة طوابق، سقوط مسلم- رمضان- نحو أرض فضاؤها ملقى بفوضى.
لم يكن السقوط سقوط حطام، بل كان سقوطا تجريبيا لإدراك الحب الذي خلق فيه العالم.
قالت سوف أدفعك بيدي هاتين، ناعمتين: أنثى في ظهرك، كي ترى الخارج.
تبكي دموعها، وترفع أصابعها إشارة قائلة. لا تلتفت نحوي كي لا تراني.
لم أر الأنثى التي دفعتني. صرختْ خلجات السقوط في صدري- آه - لكن نحو أين؟ لم يكن هناك أرض للسقوط عليها. جسدها الغائب. ماذا يعني السقوط حين لا يكون هناك أرض يستلقي الجسد عليها؟
لم أجد العالم حين سقطتُ.
أنا الآن جائع وسوف أبحث عن طعامي.
ظننت أنني سأحوم وأحلق. حين رفعت قدمي عن النافذة فقدت الحركة والحرية، انعقدت حولي الحبال، لم يكن هناك أسفل ولا أعلى، كان المستوى حيث النقطة والخط الفاصل، دفع لا توقف فيه، تبزغ كي تغيب، وبالتالي بدأت في حيز خفة الدفع، خط ونقطة طويلة، معنى للبداية كي لا تكون هناك نهاية.
كانت تصرخ في الأعلى ndash;لا أفهم، ماذا، الله، ليس هناك قلق، بل توهم أنها، هل ترى الذي أعرفه؟ هل، من فوق، يعني لها حاجبان وعينان، تمد نصف جسدها الفضائي وتريد أن أجيبها نعم أرى الذي تعرفينه. كل ذلك كي تهدأ وتصيبها ثقة أن الخلق جاء من المعنى- يحمل السَكينة. نحن مخلوقون من المعنى.
فدخل نصفها الظاهر وغاب صوتها.
هل بالفعل أرى الذي تريده، ستريده، أرى الماضي والمستقبل، أي كل شيء خارج عني.
في نهاية الأشياء هناك موت.
حين غابت عني، توقف الحوم أو الطيران أو النزول، توقف شيء ما غير محدد، فهبط قلبي.
هل أملك قلبا؟ سؤال للقارئ - كلما اقرأ نصا يقول إن الكاتب يملك قلبه يأتيني جواب النفي.
عندما توقفت عن الشيء عادت إلي الحرية وأكتفت عني الروابط ndash;
لا تدفعيني نحو الخارج!!
بل
ادفعيني نحو الداخل.
[email protected]