فانوسنا المتعب

هذا الحاضر
مراياه كلها كدمات
وحكمته رضوض.
يتاماه كثر،
وليس من يرعى شؤونهم
سوى الذاكرة
(فانوسنا الهائم الذي لطخته
ظهيرة ُ البابِ المُعظٌم ِبالعمى)
هذا الحاضر الباسل
استعين به على قضاء شؤوني:
كالسعادة
(ذكرى لم تقع لاحد)
او كغسل الصحون
في بار قميء
لسد الرمق ،
او .. كالمراحيض
لتأويل دنيا العرب.
فهذا الحاضر
ظلام يتفاقم ،
وماض ماثل
في كل غد.
2009


الحفاة يقهقهون

ثمرة مريضة
- دُفِنت في سياج ما -
انت ايها الامل.
من اين يؤتى بالادلاء اليك؛
والجثث تتراكم
بين الابن ومرآته؟
يا لعنف المسافة.
ويا لقوة الذكريات في الظلام
وهي تجيء وتذهب
بين جثتين مهملتين
على جانبي الحاضر،
الحاضر الذي يتلفت
لعله ينسى،
ويتلفت..
عله يتذكر،
و يستغيث
عل ذراعا تحمل عنه
عبء الجثتين: الله والبشر.
وما بين تذكر النسيان
ونسيان التذكر
يراكم الماضي الجثث.
وبين كل يوم ٍ صريع ٍويوم
جُثة ُيوم ٍ آخر،
يقلب فيه الحفاة
بأكف جذماء
فتوة الماضي.
حفاة الحاضر
المجروف بماضيه.
الماضي الذي يستيقظ
من رقدته الثقيلة...
الثقيلة،
في قاع ِمستنقعٍ،
مثقلا باللزوجة
من كل شيء؛
هل تشمون انفاسه
وكيف يُغمى على آمالكم منها
في ردهات انفسكم؟
مواقيته كرة تتأرجح
فوق الرؤوس
كبندول صدىء،
فهي قمرحينا،
وحينا شمس موجعة
كجفن متقرح،
وبينهما اعمارنا
تتقيأ دما،
او ... تتثاءب
كلاب القرى الجرباء
على ضفاف انهارنا المسروقة
2009