تيه لازوردي


زمني جرح
أنا عاشق الورد والماء
في الدم نهضت فراشات الحلم
كي تعانق
قاتلها
وتحيي في الأرض البوار
السنبلة
قمت من البرعم
أرعى الشمس
تبللني بلورات الحياة
المتلألئة
رعشة اللمس المغاير
يولد الشيء البدائي
الأول
ينطلق بلا أسوار بلا جدران
تعلوها حشائش الموت
وغبار الهجر العتيق
وها ينفتح المكمن اللازوردي
في القلب

يوميات راسخة

سقط الثلج هذه الليلة.
كنا ننتظر قدومه منذ الإنذار الأول.
بالأمس مساء بضباب كثيف
السماء مغلفة.
ضباب لا يحجب الأكوان
يلقي رداء أخف من أن يحجب، فقط.
السماء تبدو أقرب إلى الوجوه.
قال أحدهم: إن لم يسقط الثلج غدا
فلن يسقط أبدا.

الآن الأرض البنيةُ بيضاء.
من القمة الحجرية حتى سفح المشرب ماءً.
يُفزع البياض ويثير.
يَخطف بصرك.
يُذكرك بالبعد وبالغربة وبالآتي.
هو الآن طبقة خفيفة تذوب بيسر،
تسيل ماءً في الحوافي.
لم يصر بعد عاصفة
وصوتا.
ما زال الخريف مستقرا.

عشرون يوما ويروح
يأتي صنوه العاتي
أتقبل الأمر بهدوء.
أتمنى أن يدوم حتى
لم أتمم ورقتي عن فيلم برغمان
الذي في شتاء السويد
الناطق بquot;الصمتquot; القاسي
لم أبدأ قراءة ديستوفسكي بعد
في quot;الجريمة والعقابquot;،
فيلم وكتاب يسكناني
ينتظران ثلج الشتاء
وعزلة الشتاء
كي أكتب
كي أعيش
في الهناك.

شجن زرادشت

الصوت بكاء صامت
والليل سواد
يثقبه العويل
هي ذي الزاوية
حيث قبة وشجرة
جبل الثلج
ماء أزرق
ورائحة الموت العليم
والسبيل عرف أصفر
تملأه النتوءات

الوقوف صمت
والمسير دق سرمدي
كعمود بلا حياة
ينتصب
لتنصت
ولا تسمع

سيدك غبار رقيق
وأحذية المطاط الأسود
تقايض الثمن الرخيص
بالتراب والشوك

لم تدر في صندوق الحافلة الخلفي
أن الحراس غادروا
والأصدقاء ماتوا
في صندوق الرسائل
المنقرض

اليوم سبورة وبياض
وصراخ أطفال
ورمال
وجبال

وليس لك سوى ماء الحياة
بالبياض المرآوي
يشعل الدار البيضاء
في شاشة الجدار
هي فودكا ليرمنتوف
يدعوك للسهر القوقازي

لا رفاق لك
تضل تعشق سماع
قناة فرانس أنتير
وقراءة الروايات البوليسية
ومضاجعة المسنات
وامرأتك الجميلة
تئن قرب المدفاة وحيدة

تقول الخلود لدويستوفسكي
أنا في الرواية
أنا صقر أخيرا
لكن لا يدوم الفرح
فزرادشت يتقيأ أمعاء
نتشه المجنون
بعد أفول الفلسفة
وانطفاء الرمق
وغدر النساء


أقدار عائدة

1
روح سامية
لها زرقة الامتلاء
تنقلب السماء ممشى
للعابرين جهة الصفاء
ألتقي هذا السمو
يحمل الماء إلى قلبي
ينهد الجبل قليلا
مثل مركب غادره
الملاحون
ذات ليلة منسية
ولا أحزن إلا بقدر الفرح
ففي الظلال
يتسع الفرح

2
تخلق البحيرة البحر
لا ضفاف
لا شواطئ
لا ما تعتقد
هو ماء قرب حجر
ولحن ما كان يشتكي الحياة
هي أرض بلا أقدام
يندثر همك القديم
من المعطف
يثقب جيب الوقت

3
الروح هنا
وأنت الشبح السابق.


بين الويدان