الياس توما من بــراغ: ستصدر وزارة الثقافة السورية قريبا المجموعة القصصية الجديدة للكاتب السوري الشاب زيــد الشريف الذي يقيم في براغ وذلك تحت عنوان quot; سيمفونية الموت الثانية quot;.
وأوضح الكاتب في حديث quot; لإيـــلاف quot; بان المجموعة الجديدة تتضمن أربع قصص هي quot; كلب، لاشيء، حياة عبقري، هدية وقصص حب أخرى quot; مشيرا إلى أن هذه المجموعة تعتبر استكمالا للمجموعة القصصية الأولى التي صدرت له قبل عدة أعوام تحت نفس الاسم.
وأرجع اختياره لهذه التسمية الملفتة إلى أنه لدى عمله في تأليف موسوعة quot; أعلام الموسيقى quot; التي صدرت عن وزارة الثقافة السورية بثلاثة أجزاء كبيرة بين عامي 1994- 1998 أُعجب بقالب السيمفوني المؤلف من أربع حركات موسيقية، تتضمن فكرة واحدة تبدأ بمقام واحد وتنتهي فيه.
وقد راودته فكرة تأليف قصص بالنموذج نفسه، تجمع بينها فكرة واحدة، ولذلك أطلق على قصصه التي يجمع quot; الموت quot; بينها اسم quot; السيمفوني quot;، أما سبب اختياره للموت موضوعاً لمجموعتيه القصصيتين فيرجعه لكون الموت ولاسيما بالنسبة للإنسان العربي الذي يعيش دون أمل بحياة أفضل هو الخلاص الوحيد المتبقي له ولأن الموت مرتبط باليأس وليس بالانتصار.
وفي موقف لا يخلو من اليأس والتشاؤم من الواقع العربي المعاصر أكد استعداده لتأليف مجموعة قصصية جديدة تحمل اسم quot; سيمفونية الحياة quot; في حال انتصار الإنسان العربي ذات يوم مشددا على انه لا يعتقد بأنه سيشهد في حياته الإنسان العربي وهو في حالة انتصار.
و لا تتضمن قصص quot; سيمفونية الموت quot; رؤى مختلفة للموت بقدر ما تمثل في الواقع سردا أو توصيفا لحياة أفراد مختلفين تلاحقهم فكرة الموت أحياناً لأنه لا أمل لديهم بحياة أفضل، وأحياناً يسعى الموت إليهم لأنهم يائسون من الحياة، ولذلك لا تتضمن القصص أي رؤية ميتافيزيقية أو تراجيدية، أو مرعبة للموت، على غرار القصص التي تصف الآخرة والحياة في القبر التي انتشرت مؤخراً في العالم العربي.
وعلى الرغم من الاسم التراجيدي للمجموعة فان بعض القصص فيها مكتوبة بشكل كوميدي لكن بطابع فلسفي مثل قصة quot; حياة عبقري quot; في المجموعة الثانية، أو قصة quot; الرجل الذي رأى الموت quot; في المجموعة الأولى أما بعض القصص مثل قصة quot; لا شيء quot; فقد لا توحي بأنها قصة سياسية، مع أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بواقع الإنسان العربي، فهي quot; حكاية quot; إن صح التعبير، تصف الفراغ الذي وصل إليه الإنسان العربي، حكاية شاب فقد إيمانه بالعائلة والوطن و والتقاليد وكل ما حوله فلم يعد يجد حتى نفسه، فأصبح فراغاً quot; لاشيء quot;، أما قصة quot; كلب quot; فهي قصة إنسانية تصف حياة مدمن متشرد يعيش في الشوارع، ويجد ذات يوم في صندوق قمامة رضيعاً، فلا يفكر بإنقاذه بالقدر الذي يفكر فيه بالمكافأة التي سيحصل عليها.
وكان الكاتب الشاب زيد الشريف قد أصدر سابقاً موسوعة quot; أعلام الموسيقى quot; عن وزارة الثقافة السورية، كما شارك في إعداد مجموعة كبيرة من المقالات للموسوعة العربية عن تاريخ الموسيقى ( الموسيقى الكوبية، الموسيقى اليابانية، الموسيقى الأمريكية،..) وعن أشهر المؤلفين الكلاسيكيين مثل ( فالا، غريج، هايدن، هابا.. ).