عبد الجبار العتابي من بغداد: دعا الفنان العراقي الرائد يوسف العاني الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية الى الاسراع والاهتمام في اعادة بناء وترميم ورعاية (مسرح الرشيد) وسط بغداد، كونه يمثل معلما حضاريا، وقال العاني الذي زار مسرح الرشيد ومسرح بغداد خلال زيارته القصيرة لبغداد ارجو ان يكون ترميم واعادة بناء المسارح مشروعا من انبل المشاريع الحضارية والثقافية في عراقنا الحبيب.

وأضاف: كنت ادخل مسرح الرشيد.. فأشعر انني في عرس حين ترتسم على خشبته العروض المسرحية التي لا يمكن ان تنسى، وشاءت المصادفة والفضول ان ادخله قبل عدة ايام كي سجل ما يرتسم امامنا بعد ان دمر، فجدت نفسي حين دخلت ان العرس قد غاب وانني اليوم في مأتم!!، مأتم تشير اليه كل خطوة اخطوها وكل شبر من ارضه وجدرانه وأخيرا خشبة المسرح، اردت ان اقول كلمة وأن اتحدث بلقاء تلفزيوني على عجل، فوجدت ان الكلمات تختنق في فمي لتتحول الى دموع ساخنة، وكأنني أودع عزيزا كان لفترة قريبة شابا يافعا متألقا متجددا!!.

وتابع: هذا المعلم الحضاري الذي هو مسرح الرشيد حاله حال (مسرح بغداد) الذي اختنق لتراكمات التراب والصخور المتساقطة على خشبته من فوقه ومن حوله، وهو الاخر كان مأتما لايمكن الا ان ابكي عليه وأترحم على ايامه، ذهبت اليه.. فلم استطع الدخول لان الدخول اليه يتطلب قدرة جسدية قوية لم تعد عندي، مع الاسف، وان أتسلق جدرانه التي لا تدري متى تسقط بك ، سامي عبد الحميد دخله ومعه مصور وجماعة لتسجيل حال مسرح بغداد.

وأوضح العاني: لمسرح الرشيد تذكرت، وانا اغمض عيني والدموع تتساقط منها، تلك الوجوه الحلوة التي وقفت على خشبته والانارة الجميلة التي كانت ترسم حياة المبدعين الذين رسموا للمسرح العراقي وجهه الحقيقي المشرق والاصيل، فما كان مني الا ان اعيد بعض كلمات كانت تدور في رأسي لتصل الى من بيدهم الامر ليلتفتوا الى هذا المحفل الشريف والنبيل ولأمثاله من المحافل الاخرى كمسرح بغداد بالرعاية، وان يكون ترميم واعادة بناء المسارح مشروعا من انبل المشاريع الحضارية والثقافية في عراقنا الحبيب الذي لا بد لنا ان لا ننكأ جراحاته ونوقف الدماء المتدفقة على ارضه وامام ناسه الطيبين.

وفي ختام حديثه قال: ادعو هذه الدعوة مع آمال لا يمكن ان تغيب عن مشاعرنا كلها في امل لن يموت كذلك ان العراق عائد الى مكانته الحضارية والثقافية والفنية من اجل كل العراقيين الطيبين الذين عادوا من جديد ليحلموا بالمستقبل السعيد.