إعداد عبدالاله مجيد: تُعرض على مسرح ترافالغر ستوديوز في لندن ولغاية 17 نيسان/ابريل مسرحية هارولد بنتر quot;الحارسquot; التي كانت اول نجاح يحققه بنتر حين قُدمت اول مرة في عام 1960. وما زالت المسرحية تحتفظ بلغز المعنى وقوة النص بعد خمسين عاما على عرضها الأول.

ينضم في الانتاج الجديد لمسرحية quot;الحارسquot; نجم هوليود جونثان برايس الى حشد من الممثلين الكبار بينهم دونالد بليزانس ومايكل غامبون اللذان قاما في السابق بدور الشخصية الرئيسة في المسرحية.

من اليمين هارولد بنتر، جوزيف لوزي وجيمس فوكس، ابان تصوير الحارس فيلما عام 1960

تدور احداث المسرحية حول المشرد الغامض ديفيز (برايس) الذي يستدرج غريبين يتضح فيما بعد انهما شقيقان، الى منحه مأوى في شقة متداعية في لندن حيث ينغمر في لعبة مريعة وكوميدية في آن محورها الاستحواذ بسعي المشرد المثير للنفور الى طرد آستون البسيط، المختل، من غرفته البائسة.

يبين بنتر في حوارات quot;الحارسquot; كيف يمكن ان تتحول اللغة من وسيلة تواصل الى سلاح هجومي فتاك بل حتى لحظات الصمت والتأمل تبدو مشحونة تنذر بانفجار لا أحد يعرف متى يأتي.

يقول الناقد تشارلس سبنسر في صحيفة التلغراف ان مغاليق المسرحية ما زالت عصية بعد خمسين عاما ربما لأن الخواء والعبث هو كل ما يكمن في رسالتها. ويعقد سبنسر مقارنة بين quot;الحارسquot; وquot;في انتظار غودوquot; مسرحية صامويل بيكيت الذي كان بنتر يكن له اعجابا عميقا، فيقول ان مسرحية بيكيت ايضا تتسم بأجواء من الغموض والعبثية لكن المرء يتلمس خيطا من التسامح وكرم الروح في تصوير بيكيت مشرديه فلاديمير (ديدي) وايستراغون (غوغو) على النقيض من بنتر الذي لا يعرف رحمة في تصوير مشرده ديفيز بل والطبيعة البشرية ذاتها من خلال نذالة ديفيز في تعامله مع آستون الضعيف، الطيب، ونذالة ميكي شقيق آستون في تعامله مع ديفيز.

ويعتبر الناقد بن برانتلي في صحيفة نيويورك تايمز ان مسرحية quot;الحارسquot; دراسة في صراع قوى يخوضه رجال مراوغون قساة كتبها اسطة حاذق في تصوير لاانسانية الانسان تصويرا دراميا.

تزامن افتتاح مسرحية بنتر الأشهر مع صدور مذكرات ارملته ليدي انطونيا فريزر التي قال برانتلي انها قصيدة حب معطَّرة الى بنتر.

عُرضت الحارس على مسرح ايفريمان في ليفربول في تشرين الأول/اكتوبر الماضي بنجاح كبير قبل ان تنتقل الى لندن لمدة 14 اسبوعا فقط.