quot;فلسفة العلم في القرن العشرينquot;... لدونالد جيليز

جيهان الشعراوي: صدر مؤخرا عن دار التنوير اللبنانية كتابquot; فلسفة العلم في القرن العشرينquot; للمفكر الانجليزي quot;دونالد جيليزquot; أستاذ فلسفة العلم والرياضيات، والكتاب ترجمة الدكتور حسين على أستاذ فلسفة العلوم والمنطق بجامعة عين شمس، ومراجعة وتقديم دكتور إمام عبد الفتاح إمام.
الكتاب يعد مدخلا لفلسفة العلم، الأمر الذي لا يلزم القارئ بضرورة أن تكون لديه معرفة مسبقة بأي من الفلسفة أو العلوم، حيث حرص الكاتب على تجنب استخدام الصيغ الرياضية والاصطلاحات الفنية المتخصصة، الأمر الذي يسهل على القارئ المبتدئ في مجال فلسفة العلم إدراك محتوى الكتاب.
ويتناول الكتاب أربعة مباحث رئيسية حددها المؤلف وفقا لرؤيته لمدى أهميتها في فرع فلسفة العلم، حيث خصص الباب الأول لدراسة موضوع النزعة الاستقرائية وأهم نقادها، عارضا لبعض الخلفيات التاريخية للنزعةالاستقرائية، ونقد quot;بوبرquot; لها، مع الإشارة للنظرية المعروفة باسم quot;مذهب التكذيبquot;.
في حين خصص الباب الثاني لتناول موضوع quot;النزعة الاصطلاحيةquot;، وأطروحة quot; دوهيم- كواينquot; مع عرض لنقد دوهيم للنزعة الاستقرائية، بالإضافة للإشارة إلى نزعة quot;بوانكاريهquot; الاصطلاحية.
وقد تناول المؤلف في الباب الثالث من الكتاب quot;طبيعة الملاحظةquot;، حيث تلعب الملاحظة دورا رئيسيا في العلم، ومن هنا تأتي أهمية دراسة قضية الملاحظة وطبيعتها، التي تختلف بشأنها المدارس الفلسفية ووجهات النظر التي تتفرق بين كونها تتعلق بالإنطباع الحسي، أو النزعة السيكولوجية أوالنزعة الفيزيائية، كما تطرق quot;جيليزquot; في هذا الباب إلى قضية البروتوكول.
بينما خصص جيليز الباب الرابع لترسيم الحدود بين العلم والميتافيزيقا، مشيرا إلى quot; مذهب التكذيبquot; على ضوء أطروحة quot;دوهيم- كواينquot; ثم طرح سؤالا له دلالته وأهميته وهو quot; هل الميتافيزيقا لا معنى لها؟quot;
ويضم الكتاب عشرة فصول حاول quot;دونالد جيليزquot; من خلالها طرح رؤيته في فلسفة العلم في القرن العشرين وعلاقة العلم بالميتافيزيقا.
وفي مقدمة المراجع قدم دكتور quot;إمام عبدالفتاحquot; تعليقا على موضوع فلسفة العلم مؤكدا أهمية الكتاب بالنسبة للقارئ حيث يضعه مباشرة quot;في قلب فلسفة العلمquot; كما يراها الفلاسفة المعاصرون.
ومن ناحية أخرى فقد ألقى المترجم دكتور quot;حسين علىquot; الضوء على حياة الكاتب والمفكر الأنجليزي quot;دونالد جيليزquot; ورحلته الفكرية وأبحاثه ومؤلفاته في مجال الفلسفة والرياضيات.ثم سلط الضوء على فلسفة العلم عند quot;جيليزquot; الذي اهتم في العديد من أعماله بإلقاء الضوء على عدد من الوقائع المستمدة من العلم الحاضر والأبعد ndash; الماضي- من الناحية التاريخية، لتوضيح طبيعة المناقشات الفلسفية في هذا الموضوع، ويقول جيليز في كتابه:
quot;إن فلسفة العلم ليست ndash; كما يبدو للوهلة الأولى- مبحثا ضئيل الشأن، ولا صاحبها باحثا معزولا في برج عاجي، بل إن قضايا العلم كثيرا ما تمس مجالات السياسة والدين مساً مباشراَ، وبالتالي فهي تبعث الروح وتجدد الحيوية لهذه المجالاتquot;.
وتأتي أهمية هذا الكتاب من الأفكار والقضايا والمفاهيم التي يعرضها المؤلف عن فلسفة العلم في القرن العشرين، بما فيها من حداثة وعمق وسرد تاريخي غير مألوف، وقد اتسمت الترجمة بالدقة والأمانة في نقل الأفكار، وكذلك بالسلاسة والوضوح الكافي لتفاعل القارئ مع الكتاب كما لو كانت اللغة العربية هي اللغة التي دون بها الكتاب من البداية، ويأتي ذلك من منطلق تخصص المترجم دكتور حسن على في المنطق وفلسفة العلوم بكلية الآداب جامعة عين شمس.