إعداد القسم الثقافي: يعتبر الموسيقار البولندي فريدريك شوبان من أكثر أقرانه شعبية بين محبي الموسيقى الكلاسيكية، يحظى بإعجابهم وحبهم بسبب موسيقاه الغنائية وحياته الرومانسية. لذا بدت الاحتفالات بمرور مئتي عام على ميلاده سلسلة لا تنتهي من الحفلات الموسيقية والفعاليات التكريمية. وفي حين ان الكثير من هذه الاحتفالات تُقام في بولندا حيث ولد عام 1810 وفي فرنسا حيث توفي عام 1849 فإن حمى شوبان اجتاحت المدن الصينية ايضا.
وإحياء لذكرى ميلاد شوبان أخذ المركز الوطني للفنون الأدائية في بكين على عاتقه تقديم 15 حفلة بمشاركة 14 عازف بيانو. وتستمر سلسلة الحفلات حتى أواخر كانون الأول/ديسمبر. ولكن مسرح المدينة المحرمة في بولي أبى أن يتفوق عليه المركز الوطني في العاصمة فأعد سلسلة خاصة به تتضمن خمس حفلات كلها لأعمال شوبان ستقدم على 15 قاعة في أنحاء الصين. وتستمر السلسلة التي بدأت في آذار/مارس الماضي حتى اواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
وتُعرض في بكين منذ حزيران/يونيو مسرحية تستوحي حياة شوبان على ان تنتقل الى شنغهاي في ايلول/سبتمبر وغوانجو في تشرين الأول/اكتوبر قبل ان تعود الى بكين في تشرين الثاني/نوفمبر.
ولكن هذه الاحتفالات لا تقتصر على صالات الموسيقى والمسارح. ففي 29 آب/اغسطس سينضم 99 طفلا صينيا الى طفل بولندي في العاصمة وارسو لتقديم حفلة في الهواء الطلق بالعزف على 100 بيانو في آن واحد. وفي 4 ايلول/سبتمبر سيحيي فنانون في الموسيقى الكلاسيكية والجاز والروك حفلات تُقدم في آن واحد في وارسو وباريس ولندن وشنغهاي احتفاء بالموسيقار. وستكون هذه الفعالية مفتتح اسبوع شوبان في شنغهاي.
يقول الأكاديمي يو رونيانغ ان لموسيقى شوبان تاريخا مديدا في الصين يعود الى ثلاثينات القرن الماضي وفي مدينة شنغهاي تحديدا. وكانت مساحات شاسعة من الصين وقتذاك تحت سيطرة الاحتلال الياباني فيما كانت القوى الغربية تسيطر على مناطق داخل مدن مثل شنغهاي. وكانت موسيقى شوبان موضع تقدير بسبب روحها الوطنية. واشار البروفيسور يو الى ان وطن شوبان ايضا تعرض الى الغزو الخارجي فزاده هذا قربا الى قلوب الصينيين الذين عاشوا تجربة مماثلة.