اليه وهو في ملكوت السماء،
يزين كل ليلة حلمي بفراشات طيفه الجميل

لِمَ تركتَ مِن بعدكَ
كل هذا المساحات،
المثقلة بذكرياتك الأليمة،
فقلمّا تمرعليّ الساعة،
ولا تخطفني أطيافك
لمديات وجودك اللامرئي.
أراك كهالةٍ من الضباب،
تلف حول واحات أمنيتي.
كلما أسمع في دياجير وحدتي،
طرقاً على الباب،
أقول ربما هوذا،
الذي سيزيح أستار الغيهب،
وينصت بخشوع في غربتي،
لمواويل آهاتي
فلا شيء يلوح في الأفق،
أنه مجرد وهمٌ قاتل
أتى مع شرود الفكر، ليلوذ بالذات،
في صحوة مباغتة،
تلاشى وأنقضى.
ومحال أنْ يعود سَكبَ كأسهِ،
إذا حالت لنتفٍ وذراتِ
قالتْ لِيَ أمي قبل رحيلها،
وهي تمسح دموعها بهدوء، على سرير المشفى،
طيفي، وطيفه، وطيف التي طارت الى المدى،
ستكون أطياف لا تشبه الخيال،
بل تكون يوماً كرذاذ،
أوعبيرَصباحات من الندى.
أفيقُ من حُلمٍ الى حلم آخر،
وإذا حواليَ صمتٌ رهيبٌ،
ما ليَ لا أسمعُ قَرْع كؤوس المجالس،
فأينَ السُمّار مِن حولينا،والطرب
يا ويلتاه!؟ وأين الفن والصّدى ؟
لست أدري، فأين تلك الحسناء،
المغسولة بآهاتي التائهة،
والى متى سيهيم قلبي تائهاً بلا هدى،
ولم تبق لي بعدها، من حُطام دنيا الغرام،
غير مرارة الصّبر على مضضٍ،
وبقية رسالة تَسْلية لفقدها،
سَلِمتْ وحدها من التلف، ومن الردى..


-2010 -