بدأ في البحرين عرض فيلم يناقش التوتر الطائفي في قالب درامي، وتكمن أهمية الفيلم الذي يحمل اسم quot;حنينquot; في أنه أتى في وقت ارتفعت فيه وتيرة التوتر بين فئات من السنة والشيعة في عدد من بلدان الخليج وخصوصاً البحرين والكويت.

المنامة: يشكل فيلم quot;حنينquot; مبادرة فنية تتسلم الزمام من نافخي كير التطرف خصوصاً بين رجال الدين من الطرفين بحسب مخرج الفيلم حسين الحليبي الذي تحدث لإيلاف قائلاً بأن الفيلم quot;من الأعمال القريبة جدًّا جدًّا إلى قلبي أكثر من المسلسلات أو المسرحquot;؛ وبرر الحليبي هذا الأمر quot;لأنه يناقش موضوعًا مهمًا جدًّا، وهو تفشي ظاهرة الطائفية في المجتمع البحريني وفي الخليج أيضًا، ويناقشها بجرأة وبصراحة كبيرةquot;.

يأتي ذلك بعد فترة قصيرة من إعلان الحكومة البحرينية ضبط عدة quot;شبكات تخريبيةquot; استهدفت أمن المملكة الخليجية الصغيرة، وبالتزامن مع تلك الأحداث كانت الكويت أيضا مسرحاً لتراشق طائفي انجر له بعض النواب ووقفت أمامه الحكومة بحزم وفعّلت قوانين تحظر النفخ في جمر المذهبية واحتوت الأوضاع قبل أن تسحب جنسية مواطنها رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب الذي أثار المشكلة بهجوم حاد على زوجة الرسول وسط استنكار شعبي من الشيعة والسنة على حد سواء.

ولاقى quot;حنينquot; هجومًا كبيرًا من متشددين من خلال المنتديات الالكترونية الذي يقودها بعض المتطرفين سواء من الجهتين السنية أو الشيعية وهو الأمر الذي علق عليه الحليبي محملاً الحرب الإيرانية والأفغانية المسؤولية قائلاً quot; أننا بحاجة إلى الحب والتسامح والتعايش، والبحرين كانت في يوم من الأيام تعيش هذه الأجواء في السبعينيات والستينات وقبل دخول المؤثرات الخارجية مثل الحرب الإيرانية، والحرب على أفغانستان، كل هذه المؤثرات كان لها تأثير على المجتمع البحريني، وقبلها كانت البحرين بالفعل تعيش في أجواء يعم فيها الحب والسلام، وما زالت طبعًا، ولكن هناك بعض المتطرفين من الفئتين، وهناك أطراف معتدلةquot;.

ورغم أن هذا العمل ليس هو الوحيد الذي يناقش هذه الظاهرة في الخليج إذ سبقه مسلسل نور في سماء صافية للفنانة الكويتية سعاد عبدالله وناقشت أيضا التقارب الطائفي إلا أن مراقبين اعتبروا أن المعالجة في ذلك المسلسل كانت بعجالة مما أفقدته الكثير من قوته وتأثيره.

وأعاد الحليبي التأكيد على أهمية الدراما في التأثير على المجتمع الخليجي، مضيفاً بأن الخطاب يجب أن يكون عقلانياً وليس عاطفياً وهو ما تفتقده الدراما الخليجية على حد قوله، وقال الحليبي quot; ولا بد أن نبتعد عن هذا الشيء، وإذا خاطبنا العقل يبقى الشيء مترسخ في الإنسان أكثر من العاطفة، فالإنسان اليوم يبكي على مشهد معين، ويضحك على مشهد معين، وينسى ولكن العقل يبقى تأثيرهquot;.

وأضاف quot; اليوم الدراما الخليجية تؤثر في المجتمع، وخاصة في رمضان لما تحظى به من متابعة من فئة وقاعدة كبيرة داخل الخليج بل والوطن العربي، بالإضافة إلى ظهور قنوات مثل الإم بي سي وغيرها من القنوات المتابعة في الوطن العربي مما خلق لها قاعدة جماهيرية كبيرة؛ فلا بد من استغلال هذا الأمر في بث قيم جيدة للمتفرج، وقيم تتسم بالتسامح والمحبة، والابتعاد عن الأمور التي تأجج أو تزيد من ابتعاد الناس عن بعضها البعض لانه لابد لابد أن تستغل كل شيء يؤثر في الناس، لأن الإعلام بالنسبة لي عبارة عن كيف نستطيع التأثير على عقل المتفرج وليس عاطفته، ومتى خاطبة عقل المتفرج يكون تأثيره أقوى بكثير من مخاطبة العاطفة وللأسف الدراما الخليجية تخاطب العاطفة أكثر من العقلquot;.

تصوير : حمد المهنا

تصوير حمد المهنا