لستُ رومانسية بما يكفي لبناء قصيدة حبّ أبدي
لقد أصبح عندي أصدقاء من العالم وعشاق موتى أيضاً

أحرر تشابك أصواتي
أتظاهر باللامبالاة فيما نوافذ الجسد مسكونة،
أجساداً تخشخش داخل جلدي، تحفّ عضلة القلب العارية

ألبسُ ماكياجي وحيرتي
من أجل الذهاب إلى لا أحد
من أجل الهجرة في ليل العالم

وحيدة والشمال فسيح
الدرب إليك حبيبي غامض كقمر تلك الليلة الوحيدة

فهل سيصل صدفة أحدنا، قبل أن يموت أحدنا!

مبحوحة هذه القبلات هذه الرغبات
وارفة هذه اللهفة بين الشفة والعين
هذا النزيف بين مسامات الجسد
أنت تعضّ على شهواتك
وأنا أمضي شرقية الملامح ولا تؤمن بالحب العذري
ولا تصلح لتأليف حكاية خالدة بنهاية سعيدة

ألبس ثوبي المرصع بنجوم فضية مطفأة
الثوب الذي انتظر في الخزانة طويلاً له رائحة الموتى
السلسلة الفضية يتدلى منها قلب وبوصلة لا تشير إلى جهة
استبدل مشروع الخروج إلى العالم
بالوقوف أمام المرآة
بالوقوف أمام مرآة الكتابة
أخلع الزينة، الحذاء والثوب، وما تراكم من حنين
تدبّ الرعشة في أصابعي وأكتب قصيدة حب لا جسد لها

لن أكتب عن لهفتي
أريد أن أفهم كيف ينام هذا الطائر متوازناً فوق القصبة
ولماذا تدهورت علاقتي بهذا بالطائر المنشغل في فصفصة جريدة وضعتها أسفل القفص. أصبح للجريدة استعمالات أخرى. أصبح التواصل بيني هذا العصفور في القفص ملتبسا كحال جارتي الشرقية التي تصفق الباب في وجهي، فقط لأن زوجها كان ضابطاً كبيراً، يحمل نجوماً لامعة فوق كتفيه، وجهاً مطفأ، وعقدة أبدية بين عينيه
- كان يجب أن أتجاهلهم هنا لكنهم جزء من المشهد-
هاجرت الجارة وزوجها وحقائب كثيرة قبل أن ينقلب النظام، وما تزال تصفق الباب في وجه البلاد، فترتجف بين أصابعي نوافذ القصيدة، ترتبك في فناء قصيدتي صور الوطن والمنفى وعلاقتي بهذا الطائر الذي لم تكسر الأقفاص رغبته في الغناء

أزيح الثوب عن جسد الكلمات
أنتَ لا تعرف ما يكفي عن حبي. أنا لا أعرف خاتمة هذه الهجرات وهذه الحروب
لا أحد يعرف كيف يقضي المهاجرون عطلتهم الإسبوعية
وماذا تكتب امرأة مهاجرة برفقة الحقائب والرغبات

العالم بائس، كقائد حرب يعجز عن إحصاء خسائره فيقول: لقد انتصرنا، انتصرنا، ويعيدها ثلاث مرات.


جاكلين سلام: شاعرة سورية مقيمة في تورنتو
[email protected]

كندا