إعداد عبدالاله مجيد: نالت بلدة ايطالية مغمورة شهرة لم تكن تتوقعها بعدما أعلنت خبيرة في تاريخ الفن ان ليوناردو دا فينشي اختارها لتكن خلفية لوحته الشهيرة مونا ليزا.
واعلنت المؤرخة كارلا غلوري ان الجسر والطريق اللذين يظهران وراء كتف مونا ليزا موجودان في بلدة بوبيو شمالي ايطاليا بعدما كان الاعتقاد السائد انهما من صنع خيال الفنان. وأكدت غلوري أن المفتاح العددي الذي عُثر عليه مؤخرا على قماشة اللوحة يسند ما تذهب اليه.
وقالت غلوري التي من المقرر ان تنشر اكتشافها عن اللوحة هذا العام ان الطريق المتعرج في اللوحة يمكن العثور عليه في بلدة بوبيو وكذلك الجسر الذي كان بمقدور دا فينشي ان يراه من نوافذ قلعة البلدة.
وتوصلت غلوري الى هذه النتيجة خلال بحثها في امكانية ان تكون بيانكا جيفانا سفورزا ابنة لودوفيكو سفورزا دوق ميلانو في القرن الخامس عشر هي التي جلست امام دا فينشي وليس ليزا ديل جيوكوندو في فلورنسا، كما يُعتقد عموما.
ونقلت صحيفة الغارديان عن المؤرخة غلوري قولها ان دوق ميلانو كان يسيطر على بلدة بوبيو وان دا فينشي على الأرجح زار مكتبتها الشهيرة مثله مثل العديد من الفنانين والعلماء الذين كان يعملون في بلاط لودوفيكو.
تقع بلدة بوبيو القروسطية التي استوحى امبروتو ايكو ديرها في روايته quot;اسم الوردةquot; في وادي تريبيا الذي قال ايرنست همنغواي ذات مرة انه اجمل بقعة في العالم. وقال فريق من الباحثين العام الماضي ان دا فينشي رسم الرقم 72 بأعداد صغيرة تحت احد اقواس جسرها في اشارة الى عام 1472 عندما كاد فيضان يدمر الجسر بالكامل قبل ان يُعاد بناؤه، بحسب المؤرخة غلوري. ولكن رئيس الفريق سيلفانو فينتشيتي قال ان الرقم اشارة خفية الى النظريات الروحانية التي طرحها دا فينشي في فلورنسا.
كما يدرس فريق الباحثين امكانية وجود نساء اخريات من بلاط لودوفيكو ربما جلسن لرسم مونا ليزا. ولكن الباحثين يرجحون ان بيانكا جيفانا سفوزرا ليست هي صاحبة الوجه في لوحة مونا ليزا لأنها توفيت عن 15 عاما في حين ان عمر صاحبة الوجه الذي رسمه دا فينشي لا يقل عن 22 عاما.
المؤرخة غلوري من جهتها اعربت عن اقتناعها بأن دا فينشي تعمد ان تبدو بيانكا جيفانا سفورزا اكبر سنا خلال السنوات التي امضاها في انجاز اللوحة في محاولة للتستر على هويتها بعد سقوط دوقية والدها. ولكن الباحث المعروف مارتن كيمب المختص بأعمال دافنشي تحديدا استبعد نظرية غلوري وقال ان من المؤكد تقريبا ان الصورة صورة ليزا ديل جيوكوندو رغم ان هذه الفكرة تجرد اللوحة من غموضها ورومانسيتها. كما عرب عن شكه في ان تكون الخلفية مشهدا من بلدة بوبيو قائلا ان دا فينشي رسم الجسر والطريق على اساس معرفته بتضاريس الأرض.