إلى طفلين يكبران الآن في غزة كريم، وميار

الطفلُ الذي خرجَ صباح الحرب إلى الشّارع
حدّقَ بإصبعِه في وجهِ طائرٍ،
وقالَ... حمامة!
قالت، ما أنا كذلكَ، ولا صوتيَ هديلْ
قالَ بلى
صرختْ
سقطتْ بنايةٌ على يمينِه تلثمُ فمَ الشارعْ

قالَ... إوزّة؟
قالت، ما بياضيَ ناصعٌ مثلها
قال بلى
صرختْ
حُفِرَتْ في آخر بصرِه حفرةٌ، لسانُها غبارْ

قالَ... فيلٌ مجنّح؟
قالت، ما خفّتي تنحازُ إلى فيلِ خيالكَ
قال... فيلٌ صغيرٌ مُجنّح!
قالت، ما كنتُ صغيرةٌ يوماً، ولا سأكون
قال بلى
صرختْ
تساقطت أسلاكُ الكهرباء، أفاعٍ حولَه

قال...
قالت: قلْ
قال، عَجِزْتُ
دارت حولَه منتشيةً.. وكالبلهاءِ ضحكتْ.