تعيش إمارة الفجيرة في الإمارات إحتفالها السنوي الثاني بإحياء ثقافة آلة quot;الربابةquot;، من خلال quot;ملتقى الفجيرة الثاني للربابةquot;، الذي منح شهادة ميلاد جديدة لأقدم آلة موسيقيّة عرفتها البوادي العربية، وأعاد نغماتها الموسومة بالحزن الى مسامع من تناسوها من أهل الحاضر، ولتنال بذلك أيضاً جواز سفر للعبور إلى أجيال المستقبل.


الفجيرة:جاء حفل الإفتتاح الذي جرى في قلعة الفجيرة، تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وحضور الشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الجهة المنظمة، وحشد من الإعلاميين والمعنيين، وتستمر الفعالية حتى 28 يناير الجاري.

وتسعى هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام من خلال الملتقى الى إحياء آلة quot;الربابةquot; وتسليط الضوء عليها، ووصفها محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري في الفجيرة ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، خلال كلمته في الإفتتاح quot;بالآلة الفقيرةquot; في شكلها على ما فيه من جمالية تجنح الى البساطة، والغنية بإنتاجها على أنها آلة تمثل قيمة كبيرة الدلالة في إرث موسيقي. وأكد خلال حديثه لـquot;إيلافquot;: أن طموح إقامة المهرجان لا يأتي في سياق توفير مساحة للإلتقاء مع مبدعين من 28 دولة، تجمعهم الربابة فقط، بل أيضاً البحث عن حلول لحماية الموروث الأدبي والفني المرتبط بالربابة، من خلال العديد من الندوات وورش العمل التي يشارك فيها أكاديميون وممارسون لفن العزف على الربابة، عبر موضوعات متنوعة تتطرق إلى مراحل تطور الربابة، بما فيها تلك المرحلة التي شهدت بوادر تقلص حضورها، وارتباطها بالحس الجمعي والخيال الشعبي، ومن ثم تعدد أنماط الإبداع عبرها وتنوعه، بما في ذلك استعراض التجارب المختلفة في هذا السياقquot;.

كما أكد الضنحاني انه على الرغم من أن الأحداث والفعاليات الفنية المختلفة أصبحت تولي عناية كبيرة بمختلف قوالب الإبداع الثقافي والأدبي والموسيقي، فإن هناك حالة تغييب غير مقصودة لفن العزف على الربابة، على الرغم من دورها المهم كآلة رافقت الشعر العربي وحفظته من الضياع قروناً طويلة، مشجعة ومسهلة تداوله وحفظه واستدعاءه في مناسبات ثقافية واجتماعية كثيرة.

وختم الضنحاني حديثه بالقول quot;إننا في ملتقى الفجيرة للربابة، نحتفل بالتراث العربي الذي يمثل البعد التاريخي لتشكل الابداع الموسيقي في اشكاله المتعددة، على مدى سنوات طوال وصولا الى المشهد الموسيقي المعاصر، هكذا ننظر الى التراث ومن هنا كانت الفكرة في انبثاق الملتقىquot;.

وعرض خلال حفل افتتاح الملتقى شريط مصور خاص للشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي الذي كان مدعواً كونه أحد أكثر الشعراء ارتباطاً بآلة quot;الربابةquot; بسبب اهتمامه بالسيرة الهلالية، لكنه اعتذر عن عدم الحضور في اللحظات الأخيرة، لوعكة صحية ألمت به، حيث ضمن الأبنودي رسالته المصورة آراء وخبرات مهمة حول آلة الربابة وعمق ارتباطها بالموروث الشعبي العربي.

وتحمل أيام انعقاد الملتقى نشاطات يومية منها مجموعة من جلسات العمل التي تتحدث عن موروث آلة الربابة، والتي بدأها في جلسة العمل الأولى د. أنيس القليبي من تونس، ود. موسى عسيري من السعودية، بموضوع (من الربابة الى الكمان)، ثم جلسة العمل الثانية لمنسق الملتقى سامي الباسلي من الأردن، وتحدث عن quot;التنوع الإيقاعي للربابة في دول المشرق العربيquot;، لتكون الندوة الأخيرة في اليوم الثاني لـ حسام عبد الهادي من مصر وتحدث بموضوع quot;السيرة الشعبية بين الواقع والخيالquot;.

كما تشهد الليالي الأربع للملتقى عزف جماعي ومنفرد لآلة الربابة، بأصوات عدد من فنانيها وروادها من الوطن العربي، حيث بدأها في حفل الإفتتاح عرض من قبل فرقة المهابش الأردنية، ليقوم في الأيام الأخرى الفنانون المدعوون خصيصاً، بأداء العزف المنفرد وهم جمال العامري من الإمارات، ومهلي الحشاش من الكويت، وناصر بن حمد البريدي من قطر، وحسن محمد من اليمن، وأحمد عزيز من العراق، وتركي العون وبيان فارس من الأردن، وأحمد الحاج علي وإبراهيم الأخرس من سوريا، والدكتور أنيس القليبي من تونس، وسيد الضوي ورمضان عز الدين من مصر، وسيليل رفيق كايا من تركيا، وخليف العنزي من السعودية.