من الشعر الكردي الحديث
شعر: طيب جبار
ترجمه عن الكردية : عبدالله طاهر البرزنجي

الى الشاعر الكردي لطيف هلمت

انا عائد اليك،
عائد الى ظلال سقيفة وميض القمر.
اتصالح.. مع رنين الضباب
مع ظمأ المياه
مع جوع الارغفة
مع سكون الغدير.
اتصالح..
مع تثاؤبات القيض
مع ناي الرياح
مع وقفة الغيوم
مع حركة الجبال
مع حدقة الاتربة
مع عطسة البرد القارس.
اتصالح..
مع نهنهة الأحجار
مع تقوقع الطود
مع ترنيمة السهول
مع تموج التلال.
بعد الأن..
لن احادث الشتيمة.
لا أرافق الضحكات المستعملة.
لا أزور بيت الحقد.
لا أذهب الى حفلات الانقلاب
بعد ألآن..
أترك التغامز مع الحسرة.
أترك رقصة اللاجدوى.
أرجع الى غرفتى،
غرفتي المملؤة بملاحم الود.
اغسلها بشعاع المعنى.
أشعل شموع الجُمل.
أعطر نفسي بشذى العنوان.
أجعل قطعة من ضوء الشمس دفتراً.
بيت قصيد الشاهنامة قلمي
أتمدد هادئء البال
بجانب الرفوف المليئة
بالكتب اليتيمة.
أغطي نفسي بالمقاطع المتساقطة.
أجعل من عضد الرباعية
مخدة.

***
انا عائد اليك،
عائد الى ظلال قباب الزقزقة.
اخفق بجناحي
وأشق عنان السماء
قبل وداع السيدة ( الشمس )
املأ جيوبي
بأحرف نارنجية مشوية.
في سهل ( هالة ) (1)
أزور البدر.
اقترض منه
عدلين من الحبوب المتحركة،
لحمامة كلماتي.
أسلك طريق ( درب التبانة )،
لكي أذهب الى مدينة ( الدب الاكبر )،
أبقى لآخر الليل
ألعب مع النجوم
ذات الشعر المسترسل.
عند الفجر ndash; بخفاء ndash;
أنسل الى شقة ألانسة ( سهيل )(2)،
ومن عند المدخل
أبدأ بهطول القبلات
مع عصر النهود.
في الغرفة الطافحة بالشعاع،
على السرير الزوجي
أبدأ لعبة الحب،
لكي تنجب الرَحِم اللزجة
عصافير الشعر.

***
أنا عائد اليك،
عائد الى ظلال خيمة الغسق.
بنعومة، اقفز نحو السطح
و اصعد بدرج الكلمات
بيت الغيوم.
أجلس معها كما في السابق،
أفاوضها، كي اقنعها
رفقاً بجدب حقول الديوان
تعاود هطول امطار انزياح اللغة.

***
أنا عائد اليك،
عائد الى ظلال خيمة وميض النجوم.
أصادق الزوبعة
أعانقها.
في حفلة عرس ( الوزن ) و ( القافية )
أسرع منها..
أدور حول نفسي بغنج.
في استقبال عروس الجُمل ذات الابعاد
أجمل منها..
أنهمك في الرقص.

****
أنا عائد اليك،
عائد الى ظلال مظلة الندى.
أبدأ بصيد البروق،
أمسكها من ذيلها و رقبتها
أسحبها الى البيت،
أدربها تتعلم..
كي تقرقع بهدوء.
أروضها لكي تصبح..
علم ساريتك.

***
عائد أنا..
عائد اليك،
عائد الى ظلال سقيفة الشدو.
سنوات كنت مبعداً
اعيش في كهف مملوء بالقمل و البرغوث،
غول، قطع طريقي
رباه، لن يواجهك اي غول.
بعد الان..
نهاراً أدمدم مع نفسي
ليلاً، لا أذهب الى أي مكان
كلانا نجلس
في الحديقة الضيقة للالهام،
نزين خوان دغدغدة الاشراق،
ندير كأس نثيث الخيال،
انت تناولْ القصائد اللذيذة جداً.
و انا شعراً قليل الملوحة.

(1) هالة: هالة القمر
(2) سهيل: نجمة السهيل

طيب جبار: شاعر و مهندس كردي من كردستان العراق.
عبدالله طاهر البرزنجي: شاعر و مترجم و قاص و ناقد كردي من كردستان العراق
.