أرجوان سليمان من الرياض: تستعد السعودية لإنشاء مدينة شبابية في المدينة المنورة تحتوي على ملاعب رياضية وصالة سينما لعرض الأفلام الوثائقية وذلك حسب ما ذكره أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد في لقاء له مع شباب وفتيات، وهي بذلك تعد أول صالة سينما في السعودية بعد منعها منذ السبعينيات وحتى الآن رغم محاولات عدة في استرجاعها.
تعد قضية السينما في السعودية قضية مثيرة للجدل تخبو فترة وتطفو للسطح مرة أخرى، ما بين مؤيد يرى أنه لا مانع من وجود دور عرض سينما في السعودية وفق ضوابط شرعية وأخلاقية بحيث تخصص فترات للنساء وفترات للرجال وأخرى للأطفال أو للعوائل وللرجال.
وبحسب أصحاب هذا الرأي فإنه في تلك الفترات ينبغي عرض أفلام وثائقية وتعليمية وثقافية وتاريخية وكوميدية ذات رسائل هادفة تكون عليها رقابة شديدة بحيث يتم حذف المقاطع الجريئة وذلك أفضل من تسكع الشباب في الشوارع أول الليل ومكوثهم في مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آخره.
وفي المقابل ترى وجهة النظر الثانية والمعارضة، أن وجود دور سينما يثير الفساد بسبب عرض أفلام مخلة بالآداب، ويقف رأي ضعيف جدا بين المؤيد والمعارض ويرى أنه لا مانع من فتح دور سينما بالسعودية بشرط أن تكون quot;للرجالquot; فقط.

ويرى المخرج السعودي quot;توفيق الزايديquot; الحاصل على جائزة الإبداع الذهبية عن فيلمه (خروج) ضمن المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون2011 وجائزة أفضل فيلم خليجي في مهرجان مسقط السينمائي عن فيلمه (الصمت)، أن خطوة إنشاء سينما في المدينة المنورة لعرض الأفلام الوثائقية خطوة رائعة ، وقال في حديثه quot;لإيلافquot;: quot;لاسيما أن الافلام الوثائقية هي أشبه ما تكون بمحاضرات علمية وتقدم بطريقة جذابة خصوصا في منطقة الشرق الاوسط.quot;
مشيرا إلى أن هناك قنوات تقدم مثل هذه الأفلام إلا أنها غير مجانية quot;وذلك يحرم كثير من المشاهدين من مشاهدة مواد لها قيمه علمية حقيقه وثقافية عالية وللأسف إن ما يصل إلى المشاهد هو ماتقدمه القنوات المفتوحة وهي مواد لا لاقيمة لها.rdquo;
وأشاد بقرار أمير المدينة المنورة وقال :quot;لأنه يعلم قيمة صالات السينما الثقافية في توصيل الثقافة والمحتوى العلمي لكافة شرائح المجتمع لم فيها من أثر بالغ لدى الملتقى مما يصب في وعيه الثقافي وانا كأحد أبناء المدينة وأحد صانعي الأفلام في السعودية أتمنى ان يعرض أحد أفلامي على هذه الشاشة لأنه سبق أن عرض فيلمي ( الجريمة المركبة ) في شاشات خيمة الإدارة العامة للمرور في المدينة المنورة.rdquo;

مشيرا إلى أن السينما مطلب ضروري لكل المجتمعات التي تحمل ثقافات متعددة quot;لأنها تحمل تنوع ثقافي وهي الأداة الشبه وحيدة التي تنقل ثقافات الشعوب كاملة للأخر بمحتواها المعرفي.rdquo;
وأضاف:rdquo; أثناء متابعتنا للسينما الغربية تعرفنا عليهم بشكل كبير وعلى تفاصيل حياتهم اليومية بدقه لكن هم لم يتعرفوا علينا ربما يعرفون بعض أفلام تقدم شخصيات العرب أو أفلام تهتم بالشرق من تقليد بعض الأفلام للعرب ولكن عندما نقدم نحن أفلام نعكس تفاصيل ثقافتنا ولغتنا ونعرفهم بنا هنا يكون تواصل حقيقي .rdquo;

وفي الوقت الذي لا يسمح بإنشاء دور عرض سينما في السعودية، تشهد دور سينما الدول العربية ولا سيما البحرين في العطلات إقبال سعودي شديد، فضلا عن محلات الفيديو ومواقع تحميل الأفلام الإلكترونية والمسارح المنزلية بالإضافة إلى القنوات الفضائية المتوفرة في أغلب المنازل السعودية.
ولم تكن السينما محظورة في السعودية ورغم بساطتها إلا أنها كانت متوفرة في أكثر من منطقة في السعودية حيث جرت العادة بأن تفتتح أندية رياضية وثقافية سعودية عروض سينمائية نهاية الأسبوع، وقد ذكر مؤلف أول كتاب سعودي عن السينما الذي حمل عنوان quot;الفانوس السحري: قراءات في السينماquot;، خالد ربيع السيد في حوارات صحافية سابقة، بأنه كان يوجد دور عرض بدائية أشهرها quot;باب الشريفquot; و quot;أبو صفيةquot; في جدة (غرب السعودية).
أما في الطائف (غرب السعودية) كانت توجد سينما quot;نادي عكاظquot; الرياضي وسينما quot;الششةquot;، بالإضافة إلى وجود دار سينما حقيقية ومتكاملة تابعة للنادي العسكري في المدينة وكانت تعرض فيها الأفلام على جهاز عرض 8 مليمتر بعكس الدور quot;الأخرىquot; البدائية.
وأشار إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تقوم بجولات تفتيشية على دور السينما للتأكد من خلو الأفلام من المقاطع الإباحية وبمجرد تأكدهم، كانوا يعودون أدراجهم بدون أي اعتراض على ما يعرض.
وشهد العام 2009 منعا رسميا لدور السينما حينما تدخلت جهات عليا في الدولة وأوقفت مهرجان جدة للأفلام الذي يعد أول مهرجان سينمائي في السعودية، ُأسس عام 2006، ويُقام المهرجان سنويا في شهر يوليو، ويُعني بالاحتفال والاحتفاء بالأعمال الإبداعية المتميزة من صناع السينما الخليجية، وسط دهشة محلية أصابت عددا من السعوديين متسائلين عن السماح بإحياء بعض الحفلات الغنائية في أبها (جنوب السعودية) وجدة( غرب السعودية).
ورغم منع السعودية رسميا دور السينما التي كانت موجودة في السبعينيات، إلا أن هناك عددا من المخرجين السعوديين والأفلام السعودية بالإضافة إلى إنتاجات سينمائية سعودية، بعضها أفلام قصيرة مثل فيلم quot;نوايا حسنةquot; للمخرج محمد هلال وإنتاج عام 2007، وفيلم quot;طفلة السماءquot; للمخرج علي الأمير، إنتاج عام 2007، وفيلم quot;مهمة طفلquot; للمخرج ممدوح سالم باعجاجه إنتاج العام 2008 ،وفيلم quot;أصيلquot; للمخرج خالد الحربي وإنتاج العام 2009، وفيلم quot;نهاية شاب على حافة الهاويةquot; للمخرج عبد المحسن المطيري إنتاج 2010، وفيلم quot;لايوجد سوى دجاج مقلي في الثلاجةquot; للمخرج نواف مهنا وإنتاج العام 2010، وفيلم quot;أكمام الأرضquot; للمخرج ممدوح سالم باعجاجه العام 2010 ،وفيلم quot;مونوبوليquot; من إخراج بدر الحمود إنتاج عام 2011، الذي ما زال يثير جدلا حول أزمة الإسكان في السعودية، بالإضافة إلى عددا من الأفلام الطويلة التي كانت بدايتها فيلم quot;ظلال الصمتquot; العام 2006 ، وفيلم quot;كيف الحالquot; في نفس العام وفيلم quot;مناحيquot;.
في حين حصل عددا من المخرجين السعوديين على جوائز، حيث نال المخرج السعودي عبدالله آل عياف على جائزة quot;ألفquot; الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة عن فيلمه quot;عايشquot; في الدورة العاشرة لمهرجان بيروت الدولي السينما، وفازت المخرجة عهد كامل على جائزة quot;ألفquot; الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي قصير في نفس المهرجان فازت بالمركز الثاني في مهرجان الخليج للأفلام عن فيلمها quot;القندرجيquot;، وحصل المخرج السعودي توفيق الزايدي على جائزة الإبداع الذهبية عن فيلمه (خروج) ضمن المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون2011 ، ويعد المخرج محمد الهليل أصغر مخرج سعودي يبلغ من العمر 14 عاما الذي أخرج فيلمه القصير quot;فارسquot;.