حوار مع الشاعر التونسي جمال الصليعي :
bull; كانت تجربتي وحدها تتحرك طيلة الزمنين في ما يشبه حريّة من الرقابة

محمد بن رجب من تونس: جمال الصليعي، شاعر لا ككل الشعراء، عصامي، ينبع من أعماق الصحراء وواحات النخيل، تزدهر المفردات لديه، من بين ثنايا الرمال وبرغم ندرة الماء تزهر الأشجار عند شاعرنا، ومن بين الباسقات الشامخات تنطلق الكلمات عبيرا بل خريرا لدى جمال الصليعي، من هناك، من تلك الأعماق أزهر و أينع، و تجاوز مدينة دوز، بوابة الصحراء التونسية إلى الفضاءات الأرحب في أمسيات الشعر، في اليمن و العراق و الكويت وسوريا و ليبيا و الجزائر و لبنان وغيرها من الأقطار العربية.. انتفض برغم المحاصرة اللصيقة التي فرضت عليه، لم يترك قرية أو مدينة في تونس إلا و ألقى فيها أشعاره، وفي كل فضاء وجد الإشادة و لقي النجاح، لا لشيء إلا لأن شعره ينفذ سريعا ليبلغ مداه. شاعرنا موغل في عروبته إلى حدّ النخاع، شعره قوي قوّة مفرداته، زادته جهوريته قربا من السامعين فأصبح quot;مطلوبا quot; في كل أمسية شعرية وفي كل مهرجان.. شاعرنا جمال الصليعي رأى فيه الناقد المصري quot; أبو القاسم الشابي اليوم quot;، وقال عنه النقاد quot; إنه يغنّي خارج السرب quot;.. الشاعر التونسي جمال الصليعي ينزل اليوم ضيفا على quot; إيلاف quot;..

س: جمال، تميزت بقاموس لغوي فريد في هذا العصر و أنت العصامي الذي شنّف الآذان أينما حلّ، إلى جانب الصوت القوي و الحضور الركحي المتميز، فكيف تأتّى لك ذلك؟
ج: من الصعب الإجابة عن محصّلة عمر كامل من الالتقاط والفعل والتّفاعل ولكن ربّما أجد إجابة في تكويني الحر غير الخاضع لضوابط تعليمية مقنّنة فتكوّنت لغتي أولا من عالم مختلف ثانيا من عالم أختار غالبا فكان تأثير عالم اللغة العربية الصافية من مصادرها الأنقى أكثر بروزا عندي فكان النصّ القرآني والأدب القديم ثم هذه الصحراء بما تحمل من جلاء ووضوح وخصوصية.

س: بعد سنوات الجمر في عهد بورقيبة انتقلت في الكتابة الشعرية من الإيحاء إلى المباشراتية، فهل هو تعبير عن الإنفراج في ومن بن علي؟
ج: بحكم عدم انخراطي في اليومي والعام والرسمي كانت تجربتي وحدها تتحرك طيلة الزمنين في ما يشبه حريّة من الرقابة.. وللبعد والصحراء فضل في ذلك مثلما منحني عدم الانخراط في الإعلامي قدرا من الحريّة فتنقلت تجربتي دون ضاغط عبر ما أمكن لها من مراحل.

س: كيف يقيم الشاعر المبدع جمال الصليعي المشهد الشعري العربي الحالي، وهل واكب quot; الربيع العربي quot;؟
ج: الحال الشعري العربي كان محكوما بالواقع القمعي للسلطة فأخذ وجهتين وجهة في ركاب السلطان أو في مصالحته تحاشيا لكل اصطدام ممكن ووجهة اشتغلت معذورة بمنازعة القيد القمعي دون أن تجد وقتا للتأسيس الحضاري ثقافيا فظلّت مكبّلة بالانشغال بفك قيودها وأرى في الجيل من الشباب مطالع نهضة تطالعنا أنوارها وقد شهدتُ مع تجربتي في مسابقة قناة الجزيرة تجربة الشعراء الشباب العرب في مواكبتهم العارمة للربيع العربي.

س: الجميع واكب الثورة التونسية و عايشها، فكيف كان تفاعلك معها، وفيم يتمثل هذا التفاعل؟
ج: طبعا بالنسبة للشاعر يكون التفاعل على وجهين الوجه الأول اليومي والعادي مواطنة والثاني أدبا وكتابة ولي قدر من الكتابات شعرا ونثرا تواكب الحال مشاركة وتفاعلا وموقفا.

س: وجهت رسالة إلى الرئيس التونسي المستقبلي، فماذا قلت له؟ و لماذا استبقت الجميع في هذا الجانب؟
ج: هي رسالة للسلطان إجمالا فيما بعد ثورة من المفروض أنها تطيح نهائيا بمنظومة حاكمية جعلتها الثورة أمرا قديما متجاوزا:
سيدي الرئيس
سَيِّدِي يَا رَئِيسَ البِلاَدِ الذِي سَوْفَ يَأْتِي
أُرِيدُ اسْتِبَاقَ الجَمِيعِ لِمَدْحِكَ
شَهْرَيْنِ قَبْلَ اكْتِشَافِكَ شَمْسًا عَلَيْنَا
وَبَدْرًا عَلَى وَالِدَيْنَا
وَظِلاًّ ظَلِيلاً عَلَى جَانِبَيْنَا
وَمَجْدًا يَسِيرُ الهُوَيْنَى إِلَيْنَا
أَنَا الآنَ فِي آخِرِ العُمْرِ يَا سَيِّدِي
وَلَمْ أَمْتَدِحْ قَبْلُ حُكَّامَنَا
شَرَّفُونَا
وَلَكِنَّنِي غِبْتُ عَنْ مَدْحِهِمْ
أَفْلَتُوا
وَلَنْ تُفْلِتَ الآنَ مِنْ مِدْحَتِي
سَيِّدِي يَا رَئِيسَ البِلاَدِ الجَدِيدَ الذِي سَوْفَ يَأْتِي
وَمَازِلْتَ فِي قُفَّةِ الحِزْبِ...حِزْبِكَ
صُرَّةَ غَيْبٍ مُعَبَّأَةً بِالذِي أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ
كُلِّ مَا أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ
وَلِأَكْثَرَ مِنْه
فَأَنْتَ الرَّئِيسُ النَّفِيسْ
وَأَنْتَ المُصَاغ ُمِنَ المَكْرُمَاتْ
وَأَنْتَ الرَّئِيسُ العَرِيسْ
وَأَنْتَ المُهَيَّأُ لِلْمُعْجِزَاتْ
وَأَنْتَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ الرَّئِيسْ
إِذَا مَا خَطَبْتَ سَيَعْلُو السُّكَاتْ
وَ فِي الحَزْمِ أَنْتَ (بُلِيصُ البُلِيصْ)
فَنَجِّرْ هِرَاوَتَكَ الآنَ لِلطّاَرِئَاتْ
فَأَنْتَ رَئِيسٌ لِشَعْبِ quot;إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الحَيَاةْ''
وَشَعْبِ هُرُوبِ الرَّئِيسْ
فَجَهِّزْ مَتَى جِئْتَ طَائِرَةً لِلنَّجَاةْ
سَيِّدِي يَا رَئِيسَ البِلاَدِ الجَدِيدَ العَظِيمَ الكَبِيرَ الجَلِيلَ الذِي سَوفَ يَأْتِي
وَمَا زِلْتَ صُرَّةَ غَيْبٍ سَيُخْرِجُكَ الشَّعْبُ مِنْ قُفَّتِكْ
وَتَأْتِي البَشَائِرُ عَنْكَ وَعَنْ سِيرَةٍ حَالِمَه
كَمَا بُشِّرَ النَّاسُ قَبْلَكَ بِالزُّمَرِ الغَاشِمَه
وَصَفَّقَتِ الشُّعَبُ الهَائِمَه
وَتُصْبِحُ أَنْتَ الذِي والذِي والذِي
وَأَنَّكَ كُنْتَ الذِي والذِي
وَيُعْلَنُ عَنْ أُسْرَةٍ قَادِمَه
وَتُشْرِقُ مِنْكَ وَمِنْهَا صَحَافَتُنَا النَّاعِمَه
وَتَزْهُو بِوَجْهِكَ تَلْفَزَةُ العَاصِمَه
فَنَعْرِفُ أَنَّكَ مُعْجِزَةُ المُعْجِزَاتْ
وَأَنَّكَ أَنْتَ الحَيَاةُ وَأَنْتَ المَمَاتْ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَكَ السَّابِقَاتْ
وَأَنْتَ بَهِيُّ الصِّفَاتْ
وَفِي العَدْلِ أَنْتَ كَبِيرُ القُضَاةْ
وَمِنْكَ تَعَلَّمَ جِيلُ الدُّعَاةْ
وَأَنَّكَ أَنْتَ القَدِيمُ إِذَا قِيلَ فَاتْ
وَأَنَّكَ آتٍ لِمَا هُوَ آتْ
يَا رَئِيسَ البِلَادِ الذِّي سَوْفَ يَأْتِي بِكَ الشَّعْبُ مِنْ ثَوْرَةٍ رَكَّبَكْ
وَمِنْ ثَوْرَةٍ كُلَّمَا مِلْتَ قَرَّرَ أَنْ يَقْلِبَكْ
فَأَنْصِتْ لِشَاعِرِهِ وَهْوَ يُمْسِكُ نَاصِيَةَ القَوْلِ كَيْ يُطْرِبَكْ
فَإِنْ أَغْضَبَكْ
فَمَا كَانَ يَقْصِدُ أَنْ يُغْضِبَكْ
وَلاَ شَيْءَ يَمْلِكُ كَيْ يُرْهِبَكْ
أُرِيكَ فَقَطْ مَلْعَبَكْ
هُنَا سَاحَةٌ لِلْقِيَامْ
وَشَعْبٌ تَعَوَّدَ صَفْعَ اللِّـِـئَامْ
شَعْبٌ تَكَفَّلَ أَنْ يُشْعِلَ النَّارَ فِي أُمَّةٍ مِنْ رُكَامْ
وَجِئْتَ عَلَى عَرْشِهِ فِي المَقَامْ
سَتَعْوِي حَوَالَيْكَ كُلُّ الذِّئَابْ
وَتَأْتِي الثَّعَالِبُ نَشًّا بِأَذْيَالِهَا
ويَأْتِيكَ وَفْدُ الأُسُودِ عَلَيْنَا
أُولَئِكَ.... وَفْدٌ النَّعَامْ
ستُنْصَحُ بِالأَمْرِيكَانْ
وَبِالصَّهْيَنَانْ
وَبِالفَرْنَسَانْ
حَمَوْا قَبْلَكَ البَايَ
وَافْرَنْكَفَتْ نُخْبَتَانْ
وَتُنْصَحُ أَنْ تَسْتَعِينَ بِقَبْرِ الإِبَاءْ
وَبِالقَادَةِ الضَّالِعِينَ بِلَعْقِ الدِّمَاءْ
وَتُنْصَحُ أَنْ تُهْمِلَ المُدُنَ الحَاسِمَه
وَكُلَّ زُرُوعِ القُرَى الحَالِمَه
وَتُهْمِلَ خِصْبَ البِلَادْ
تَسَلَّفْ لِشَعْبِكَ
تِلْكَ خَزَائِنُهُمْ عَائِمَه
تَبَسَّمْ حَبِيبِي
فَأَنْيَابُهُمِ بَاسِمَه
وَلاَ لَا تَخَفْ يَا حَبِيبِي
فَأَحْزَابُنَا اليَوْمَ مَشْغُولَةٌ فِي حِوَارٍ عَمِيقْ
بِحُرِّيَّةٍ لَا تُحَدُّ.....عَنِ المُشْكِلَه
فَحِزْبٌ يَرَى البَيْضَ قَبْلَ الدَّجَاجْ
وَيُدْلِي بَرَاهِينَهُ القَائِمَهْ
وَحِزْبٌ يَقُولُ بِسَبْقِ الدَّجَاجْ وَحُجَّتُهُ دَاعِمَه
وَمَا بَيِنَ قُنٍّ وَقُنٍّ تُجَادِلُ أحْزَابُنَا الدَّاهِمَه
سَيِّدِي...
سَيِّدِي الحَقَّ، يَا شَّعْبُ يَا سَيِّدَ الزَّلْزَلَهْ
وَيَا مُشْعِلَ الثَّوْرَةِ المُذْهِلَهْ
وَيَا مُوقِظَ الأُمَّةِ المُهْمِلَهْ
وَيَا مَنْ يُعَلِّمُنِي اللُّغَةَ المُقْبِلَهْ
أعِيذُكَ مِنْ ظُلْمَةِ البَرْقَبَهْ
مِنَ الأَمْركَهْ
مِنَ الفَرْنَسَهْ
وَمِنْ نُخَبٍ تَسْتَعِدُّ لِصَهْيَنَةِ المَرْحَلَهْ
أَلَسْتَ المُحَطِّمَ آنِيَةَ البَنْعَلَهْ
تَفَضَّلْ فَخَامَةَ شَعْبِي...
ِتَقْلِبَ طَاوِلَةَ المَهْزَلَه
دوز في ( يونيو ) / جوان 2011

س: أسميت ملهم الثورات العربية محمد البوعزيزي quot; فتى الأمة quot;. فماذا قلت له.؟.
ج: ممّا قلت لرمز البوعزيزي في الثورة العربية:
إلى فتى الأمّة محمّد البوعزيزي
مُرِ النّارَ تَكْتُبْ تَفَاصِيلَ أَغْفَلَهَا النّائِمُونْ
وأَنْتَ تُرَاقِصُ قَدَّ اللَّهِيبِ عَلَى حَشْرَجَاتِ السُّبَاتْ
وَأَنْجِزْ قَلِيلاً مِنَ المَوْتِ
تَحْتَاجُهُ كَيْ تُفِيقَ الحَيَاةْ
قَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فَوْقَ quot;إِذَا الشَّعْبُ quot; يَكْفِي
لِتَأْتِي quot;إِذَا الشَّعْبُ quot; رَافِلَةً مُزْدَهَاةْ
يُوَاعِدُكَ الجُوعُ بَيْنَ الرَّغِيفِ البَعِيدِ
وَبَيْنَ مَوَاعِيدَ عُرْقُوبُهَا خُلَّبِيُّ اللُّغَاتْ
وَلَسْتَ فَقِيرًا...
وَلَكِنْ نَوَاطِيرُ مِصْرِكَ أَعْطَتْ عَنَاقِيدَهَا لِلْجُنَاةْ
وَنَحْنُ الذِينَ اصْطَخَبْنَا لِشَاعِرِنَا إِذْ أَرَادَ الحَيَاةْ.
وَجَاءَ البُغَاةْ
فَقَالُوا: نَرَى خَيْرَكُمْ فِي المَمَاتْ
لَنَا الأَرْضُ ــ قَالُوا ــ وَخَيْرَاتُهَا،
مَنْ عَلَيْهَا،
وَشُطْآنُهَا السَّاحِرَاتْ
وَنَمْنَحُكُمْ:
قُفَّةَ الفَقْرِ
وَالجَهْلَ
وَالحِزْبَ
والصُّحُفَ الكَاذِبَاتْ
مُرِ النَّارَ تَكْتُبْ فَقَدْ كَذَبَتْ هَذِهِ النُّخَبُ المُشْتَرَاةْ
تُرِيكَ أَنَاقَتَهَا فِي النَّهَارِ
وَفِي اللَّيْلِ تَأْوِي إِلَى فُــرُشِ المُومِــيَــاتْ
لهَا عَسَلُ الوَهْمِ فِي قَطِرَانِ الطُّلاَةْ
مُرِ النَّارَ تَكْتُبْ
فَإِنَّ لَنَا مِنْ رَصِيدِ الدِّمَاءِ كِفَايَتَنَا دَائِمًا لِلنَّجَاةْ
لَنَا فَائِضٌ مِنْ كَرَامَةِ شَعْبٍ أَبِيٍّ
وَلَكِنَّ طِيبَتَنَا مَدْخَلٌ لِلطُّغَاةْ
وَفِي آخِرِ الصَّبْرِ مَقْبَرَةٌ لِلطُّغَاةْ
مُرِ النَّارَ تَكْتُبْ
فَأُمُّكَ حَاضِرَةٌ لِلشَّهَادَةِ، كَانَتْ أَعَدّتْ بَنِيهَا
لِكُلِّ الدُّرُوبِ
وَكُلِّ الجِهَاتْ
مُرِ النَّارَ تَكْتُبْ تَفَاصِيلَ يَجْهَلُهَا السَّاسَةُ العَابِرُونَ
وَأَهْلُ الخَرَاجِ
وَوَفْدُ الجُبَاةْ
مُرِ النَّارَ تَكْتُبْ:
quot; إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الحَيَاةْ
فَلاَ بُدَّ أَنْ تَسْتَجِيبَ الحَيَاةْ quot;
وَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْقُطَ الظَّالِمُونَ الطُّغَاةْ.
دوز في 01/01/2011


س: لم تكن من الشعراء الذي يحظون بالتبجيل في عهد الرئيس المخلوع، فهل تكشف لنا أسباب ذلك؟ وماذا خلّف فيك هذا التجاهل؟
ج: من الطبيعي ألاّ أكون من المبجلين في ظل أي حاكم سابق أو لاحق وهذه عندي علامة بيّنة أني على الطّريق الذي أريد أما ما خلّف فيّ هذا التجاهل فقد خلف لي فخرا لا حدّ له واعتدادا بنصّي.

س: في المقابل أحبّك صدام و القذافي و صالح.. و وجدت الترحاب أينما حللت في أغلب الدول العربية، لماذا؟
ج: لم يحبّني أحد من الأنظمة العربية وإنّما بعض الأوساط الثقافية هنا وهناك تدعوني لأنشطتها ووجدت الترحاب أينما حللت من أهل الترحاب بما يقدّمه نصّي لفكر الأمّة.

س: هل تتذكر حادثة بقيت عالقة في ذهنك و تذكّرك بأحد القادة العرب؟
ج: أذكر فقط في زيارة للعقيد معمر القذافي إلى مدينة توزر دعيت ليلا لحضور سهرة شعرية بحضوره فوجدت نفسي في وضع مربك ولكني ذهبت وفي السهرة كان الشعراء يقدمون قصائد المديح والتلفزيون الليبي يصورهم ولما جاء دوري وقفت وقرأت قصيدتي quot; وادي النّمل quot; كأنّي في أي أمسية أدبية عادية فلم تصور التلفزة الليبية منها شيئا ولم يحتج القذافي ولكن أحد الشعراء قال لي غاضبا: بحضور العقيد وتقرأ عن النمل..

س: قسّمت العرب إلى quot; عرب quot; و quot; لاأدريون quot;، فمن هم quot; العرب quot;، ومن هم quot; اللاأدريون quot;، و ما المغزى من هذا التقسيم؟
ج: ببساطة شديدة العرب هم العرب واللاأدريون هم الذين لا تستطيع أن تعرف نسبتهم من خلال أعمالهم ومن مواقفهم ثمّ لا يسأل في الشعر ما المغزى فالشعر يقرأ وللتلقي مذاهب شتى للتأويل.

س: أخيرا ما جديدك جمال؟.
ج: إضافة إلى مجموعة من القصائد: ثورة النار/ هامش على المسألة/سيدي الرئيس/ ثورة، و لي عمل نثري عبارة عن مقال يتحدّث عن تونس وطبعا ليس مقالا سياحيا عنوانه quot;باب على تونسquot;.