يوسف يلدا ndash; سيدني: لم يكن يتحلّى، كما بيكاسو أو دالي، بشخصية ساحقة، ولم يكن أيضاً معروفاً بإنتماءاته السياسية. ما عدا روحه الثورية المتمردة التي زرعت في أعماقه الرغبة القاتلة للرسم. هذه الرغبة التي تذكرنا دوماً بخوان ميرو (1893 ndash;1983)، الغارق في ذاته، والمقيم في برجه العاجي، منفياً داخل عالمه الإبداعي الثري

لوحة quot;لا ماسياquot; 1921 - 1922
والمعطاء، نصفه ساذج ونصفه الآخر سريالي، حالماً بين الأبراج، والطيور، والنجوم. ورغم ذلك كله، فقد كان أيضاً إنساناً ملتزماً بوقته. هذا هو عالم quot;خوان ميرو. سلّم الهروبquot;، الذي حطّ في مؤسسة

ميرو في برشلونة، إبتداءاً من 16 أكتوبر /تشرين أول 2011، وحتى 18 مارس /آذار 2012، إثر النجاح الذي حققه في quot;التيت مودرنquot; بلندن حيث زار المعرض ما يقارب 303 ألف شخص، قبل أن ينتقل في شهر مايو / آيار من العام المقبل 2012 الى المتحف الوطني بواشنطن. ويضمّ المعرض الذي يقام تحت رعاية مؤسسة بنك بلباو بيثكايا أرجنتين quot;بي. بي. في. آيquot;، 170 عملاً مختاراً مما أنجزه الفنان التشكيلي الكتالوني خلال السنوات العشرين الأخيرة، ما بين لوحات ومنحوتات ورسومات على الورق.

quot;إمرأة وطيرquot; 1982

ويحتوي معرض quot;سلّم الهروبquot;، الذي يعتبر quot;بانوراما شاملةquot; لما أبدعه ميرو، على الأعمال الفنية لمجموعات عامة، وأخرى خاصة بهواة جمع الإنجازات الإبداعية والفنية من جميع أنحاء العالم، والتي تعكس تأثير الأحداث على أعمال هذا الفنان، مثل الحرب العالمية الأولى، والحرب الأهلية الإسبانية، والحرب العالمية الثانية، ونظام فرانكو. ومن بين أعمال ميرو التي ستعرض للجمهور quot;لا ماسيا 1921- 1922quot;، العائدة لصديقه إرنست همنغواي، وquot;كابيسا دي بايس كاتالان 1924 ndash; 1925quot;، وسلسلة quot;رسومات وحشية 1924 ndash; 1936quot; أو quot;طبيعة ميتة للحذاء القديم 1937.
وبمناسبة إفتتاح المعرض سوف يتم تنظيم جولة في quot;برشلونة خوان ميروquot;. حيث يمكن رؤية أعمال الفنان الأربعة التي كان قد أهداها الى مدينة برشلونة: الموزائيك quot;بلا دي لوسquot; في quot;لا رامبلاquot;، وكل من التمثالين quot;إمرأة وطيرquot; في quot;حديقة خوان ميروquot;، و quot;إمرأةquot; في البلدية، بالإضافة الى جدارية في المطار. ومن المعروف إن ميرو قد تم دفنه في مقبرة مونتجيك.

quot;إمرأةquot; 1983


عاش ميرو خلال نظام فرانكو في نوع من المنفى الداخلي، إلاّ أن إلتزامه بقي جليّاً عندما قرر حجب أو حتى إحراق أعماله، كما هو الحال مع سلسلة لوحاته تحت عنوان quot;أقمشة محروقة ndash; 1974quot;، ليساير روح التمرد ورغبة التغيير السائدة في السبعينات.
وقد جاءت فكرة إقامة هذا المعرض قبل عامين تقريباً، أثناء الحديث الذي دار بين روزا ماريا ماليت مديرة مؤسسة ميرو، وفيسنت تودولي مدير quot;تيت مودرنquot; بلندن آنذاك.