ايلاف من تونس: نظم نحو 300 مثقف تونسي quot;وقفة فنيةquot; الاحد امام مقر المجلس الوطني التأسيسي وسط العاصمة تونس على هامش ايام قرطاج المسرحية، من اجل المطالبة بحماية quot;الحقوق الثقافيةquot; في تونس والابتعاد عن quot;شتى الاكراهاتquot;.
واوضح حبيب بلهادي مدير صالة quot;سينما ارquot; التي تعرضت في تموز/يوليو الماضي الى هجوم قامت به مجموعة من الاصوليين بهدف منع عرض فيلم حول العلمانية quot;نحن هنا اليوم لمطالبة كل القوى الحية في تونس بتضمين الحقوق الثقافية في الدستور الجديدquot; مضيفا quot;يجب ضمان حرية التفكير والخلق والابداع والابتكار وحماية المبدعين والمفكرين من شتى الاكراهاتquot;، تماشيا مع متطلبات الثورة التونسية التي quot;لا مستقبل لها بدون ثقافة جديدة تقطع مع الاساليب الزجرية القديمةquot;.وكان التونسيون قد انتخبوا في 23 تشرين الاول/اكتوبر مجلسا وطنيا تأسيسيا تتمثل مهمته الاساسية في صياغة دستور جديد للجمهورية الثانية في تاريخ تونس.
واشارت زينت فرحات التي تدير فضاء ثقافيا وسط العاصمة الى اهمية ان يتضمن الدستور quot;حق الثقاقة لكل التونسيين بصفة عادلة واحترام ثقافات الاقلية ودعم الثقافات البديلةquot;.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها quot;حماية حرية الابداع والاقليات الثقافية والثقافات البديلة مضمونة في الدستورquot; وquot;كفوا ايديكم عن الفكر والابداعquot; وquot;حرية الابداع والتعبير اساس حرية المجتمع والشعوبquot;.
ولفت الفنان الملتزم خميس البحري في تصريح لفرانس برس الى ان quot;التهجمات على مكونات الفكر والابداع وان بدات متفرقة خلال العام الجاري فان المؤشرات تدل على اننا نسير نحو ديكتاتورية جديدةquot; في اشارة الى فوز حركة النهضة الاسلامية ب89 مقعدا من اصل 217 مقعدا في المجلس الوطني التاسيسي التونسي في انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر الفائت.
ودعا الى quot;ادراج فصول في الدستور الجديد تمكننا من الدفاع عن انفسنا ومكاسبنا الثقافية حتى لا ينظر الينا على اننا خارجون عن القانونquot;.
ودعا المخرج التونسي النوري بوزيد الذي تعرض هو الاخر الى العنف quot;الا ينسى صناع القرار الثقافة التي كانت شبه غائبة في ملفاتهمquot; داعيا الى quot;علمانية ثقافية تكون تقدمية ترتقي بالشخصية التونسيةquot;، معتبرا quot;ان المعايير الدينية لا يمكن ان تطبق على الفن لان ذلك يصبح نوعا من التعجيزquot; نافيا ان يكون ذلك quot;ضربا من ضروب الكفر بل مواصلة لتراثنا العربي الاسلاميquot;.
وفي سياق متصل راى الرسام حبيب بيدة ان quot;الثورة التونسية لا تزال كئيبةquot; وعزا ذلك quot;لسيطرة السياسي على الثقافيquot; داعيا quot;الى مراجعة المنظومة الثقافية التي تخطئ حين تخلط بين مفهومي الابداع والتعبيرquot;.
وكان فنانون تونسيون تعرضوا للعنف خلال تظاهرة لمساندة موجة الاحتجاجات التي شهدتها المدن التونسية اثر اقدام الشاب محمد البوعزيزي على احراق نفسه في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 احتجاجا على مصادرة بضاعته بحجة عدم امتلاك التراخيص اللازمة، في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية.
كما حاولت مجموعة من الاصوليين الاسلاميين في تموز/يوليو الماضي منع عرض فيلم quot;لا الله لا سيدquot; للمخرجة التونسية نادية الفاني الذي يتناول موضوع العلمانية في تونس. وفي تشرين الاول/اكتوبر هاجم نحو 300 شخص من الاسلاميين المتشددين مقر محطة تلفزيون خاصة في تونس اثر بث الفيلم الفرنسي-الايراني quot;برسبوليسquot; عن ايران في حقبة الخميني من منظور فتاة عاصرت التحولات خلال تلك الحقبة.