إيلاف - بيروت: أربعة دواوين مميّزة نزلت حديثاً إلى جناح quot;دار الغاوونquot; بمعرض الرياض الدولي للكتاب (رقم الجناح E 27) وهي على التوالي: quot;سوف أقتلك أيها الموتquot; للفلسطيني سامر أبو هواش، quot;موعد مع شفرة السكينquot; للعراقي هاتف جنابي، quot;اللاعبquot; للمصري خالد السنديوني، quot;ساقطاً على أقدامي لأول مرّةquot; للعراقي أحمد مشتت.

سامر أبو هواش
quot;سوف أقتلك أيها الموتquot; هو الكتاب الثاني الذي تصدره quot;دار الغاوونquot; لسامر أبو هواش بعد ديوان quot;تخيط ثوباً لتذكرquot;. والكتاب الجديد عبارة عن قصيدة واحدة، بصرية تلجأ إلى لعبة المرايا المتقابلة حيث تُقسَم الصفحة إلى اثنتَين، كل قسم يحاول quot;تفسيرquot; الآخر أو إعادة تعريفه شعرياً. والحقيقة أن الشاعر في لعبته هذه يستلهم شعار الثورات العربية الشهير quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; ليعيد توليفه... مُسقطاً نظام القصيدة نفسها، بلغة تجريبية نضرة ودربة الشاعر العارف شِعاب دربه.
وسامر أبو هواش من مواليد العام 1972، أنجز العديد من الترجمات منها: quot;على الطريقquot; لجاك كيرواك، quot;الأعمال القصصية الكاملة لوليم فولكنرquot;. صدر له في الشعر: quot;الحياة تطبع في نيويوركquot;، quot;تحية الرجل المحترمquot;، quot;تذكر فالنتيناquot;، quot;جورنال اللطائف المصورةquot;، quot;راديو جاز برلينquot;، quot;شجرتان على السطحquot;، quot;تخيط ثوباً لتذكرquot;.

شريف الشافعي
quot;غازات ضاحكةquot; هو الديوان الخامس لشريف الشافعي، وهو ثاني أجزاء متتاليته الشعرية quot;الأعمال الكاملة لإنسان آليquot; المكتوبة بلسان روبرت ثائر. في 532 مقطعاً يكسر الشافعي المرآة الكبيرة لروبوته محيلاً إياها إلى مرايا صغيرة يعكس كل منها جزءاً مركزاً في الصورة الكلّية. وتمتاز صور الشافعي بالنقاء وكأنها مصوّرة بكاميرا ديجيتال شعرية.
وشريف الشافعي من مواليد مدينة منوف بدلتا مصر العام 1972. صدر له في الشعر: quot;بينهما... يصدأ الوقتquot;، quot;وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياءquot;، quot;الألوان ترتعد بشراهةquot;، quot;الأعمال الكاملة لإنسان آلي 1 - البحث عن نيرمانا بأصابع ذكيةquot;. يعمل صحافياً في مؤسسة quot;الأهرامquot;، وسكرتير تحرير مجلة quot;نصف الدنياquot;.
من أجواء الديوان نقرأ:
بقيتْ كاملةً في فمي
بقيتْ كاملةً في فمكِ
كيفَ كانتْ قُبلةً واحدةً؟!

كيف تلاقى ظلَّانا،
خلف عمودِ الإنارةِ التالفِ؟

الغائبُ زائفٌ زائفٌ
مهما تكنْ حجَّتُهُ

ما بالُكِ
كزهرةِ الوقتِ،
لا يمكنُ ادَّخارُ رحيقِكِ للغد؟

لو كانت الزجاجةُ بريئةً
لانفَجَرَتْ في البحرِ
قبل أن تَصِلَني.

هاتف جنابي
quot;موعد مع شفرة السكينquot; هو الديوان الثاني الذي تُصدره دار الغاوون للشاعر هاتف جنابي بعد quot;رغبة بين غيمتينquot;. وفيه يواصل الشاعر بناء قصيدة مولعة بمَوْسقة أشطُرها في القصائد الطويلة، وابتكار صورها الطريفة في قصائد الومضة. وهاتف جنابي من مواليد العراق 1952. يحمل دكتوراه في المسرح المقارن - جامعة وارسو 1983. صدرت له كتب عدة في الشعر والنقد والترجمة، منها: quot;كتاب الشرقquot;، quot;أشعار محطمةquot;، quot;القارات المتوحشةquot;، quot;غبار الغزالquot;، quot;فراديس أيائل وعساكرquot;، quot;الأسئلة وحواشيها - مختارات شعرية بالإنكليزيةquot;، quot;ظهيرة عربية - مختارات شعرية بالفرنسيةquot;، quot;المسرح العربي: جذوره، تاريخه وتجاربه الطليعيةquot;، quot;مراسيم الأرض والسماءquot;، quot;رغبة بين غيمتينquot;.
من أجواء الديوان نقرأ هذه الومضات:
إذا أردتَ أن تضحك فاضحكْ
وإذا أردتَ البكاءَ فابْكِ
لكنْ لا تتكلمْ بهاتين اللغتَين.

أرسل اللهُ الأنبياءَ والرسل،
لسوء التفاهمِ بينه وبين بني البشر.

ينثقبُ الحذاءُ
من أجل أن يتنفَّس.

تأتي الأحلامُ في النوم
خوفاً من اليقظة.

الأفكارُ الجميلة
لا تغري دائماً
بسبب طيبةِ قلبها.

صارت للفم شفتان،
كي لا يندلق الكلامُ.

لمْ يُخلَق للإنسانِ ذيلٌ
خوفاً من إثارة الغبار.

لأهل النار أكثر من أملٍ يلتهبُ،
بينما لا أمل لأهل الجنة.

أحمد مشتت
quot;ساقطاً على أقدامي لأول مرّةquot; هو الديوان الثاني للشاعر العراقي أحمد مشتت (مواليد 1964) بعد ديوان quot;افتتاحية المهرّجquot; الصادر سنة 1999. وفيه ينجح الشاعر في إبراز الجانب الوجداني ضمن قالب لغوي متماسك، حيث تُشكِّل الغربة ثيمة أساسية للديوان وما يستتبع ذلك من مشاعر الحنين إلى (والألم مِن) الوطن. ديوان غني بطقوس الشاعر الممسك بعنان لغته والموهوب الذي عثر على أسلوبه الخاص. من أجواء الديوان نقرأ:
quot;من كان يتخيل أنني سأصعد هذا الباص
مغادراً الوطن.
قلبي احتسى جرعةً كبيرةً من الشغف
وقبل أن يسكر
قرَّر المكوثَ في بغداد
حتى تنزل الملائكة أو يصعد هو
إلى أين؟
تساءلت أضلاعي وهي تغمغم
أتترك شمساً كهذه؟
ودَّعني رأسي باستهزاء
(تصيبني الحرّية بالدُّوار)...quot;.

خالد السنديوني
quot;اللاعبquot; هو الديوان الثالث للشاعر المصري خالد السنديوني (مواليد 1966) بعد ديوانَيْ quot;ميجابوليسquot; وquot;نمر يبتسمquot;. وقد حظيَ هذا الديوان الطريف - الذي يدور حول لعبة كرة القدم - بتكريم خاص من quot;دار الغاوونquot; حيث قامت بتوزيعه كهدية مجانية مع العدد الممتاز لمجلة quot;الغاوونquot; الذي صدر بمناسبة إتمام المجلة عامها الرابع. ومما كتبته المجلة تعقيباً على ذلك: quot;ومن المصادفة البحتة أن يتزامن صدور هذا الديوان الكرويّ مع حدوث المجزرة الكروية المؤسفة في بور سعيد والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى... على أمل ألا يُخلّف ديوان السنديوني هذا أيّ ضحيةquot;.
يحاول السنديوني في كتابه الجديد إعادة خلق عناصر اللعبة الكروية بمادة الشعر. فنرى حياة جديدة لكبير المشجعين، وسحراً خاصاً للمهاجم الصريح، والسم الزعاف للاعب منطقة الجزاء... إلخ. بل إن الشاعر لا يتوانى عن إعادة كتابة سيرة لاعبي كرة القدم من عائلة quot;السنديونيquot;... بمخيلة خصبة تُرقِّص اللغة والصور كما يُرقِّص اللاعب المحترف كُرَتَه.
يقول السنديوني في قصيدة بعنوان quot;أهم لاعب في العالمquot;:
quot;كانت هناك كرة قدم واحدة في الشارع
كنا نُلاطف صاحبها
ونضحك في وجهه
ونحرص على ألا نُغضبه
ونقتسم معه الحلوى،

كنّا نتشاجر من أجل أن يضمه كل منا إلى فريقه
إذ يستطيع أن يأخذ كرته ويذهب
ويتركنا ننظر إلى بعضنا البعض في حسرة
أو نتسلّى برمي الأحجار في بحيرة من ملل،

كنّا مختلفين على كل شيء
سوى أنه أهم لاعب في العالم
بعد كل تلك السنوات
وبعدما تحوَّل شَعرنا إلى البياض
وعاش البعض ومات البعض
مَن ينسى لجمال رباص
ما فعله بناquot;.

لزيارة موقع دار الغاوون
http://www.alghawoon.com/mag/books.php