لوركا وصديقه دي لوكاس

يوسف يلدا ndash; سيدني: كرّس الشاعر الغرناطي فيديريكو غارسيّا لوركا بعض رسوماته، غير المنشورة حتى الآن، لصديقه الحميم خوان راميريز دي لوكاس. كان الصحفي خوان راميريز دي لوكاس يخطط لنشر الرسومات التي إحتفظ بها عن علاقته العاطفية مع فيديريكو غارسيّا لوركا، كتكملة لمجموعة من قصائده، لكنه توفي قبل أن ينفذ مشروعه. وكانت حالته الصحية المتدهورة تحملت ثقل الذكريات التي رافقته لأكثر من 70 عاماً.
ويشكل الرسم لمؤلف quot;روزيتا العانسquot; وسيلة إتصال حميمية مع العالم الخارجي. وبذات القلم الذي ينضح شعراً، كان لوركا يتمم رؤيته الإبداعية، وصوره المجازية، ومعاناته ورموزه. ولمبدع يتمتع بقدرة في التعبير، وبأساليب تعبيرية متنوعة، والمتمكن من

إحدى رسومات لوركا التي كرّسها لصديقه خوان راميريز
تأليف أو إعادة عزف ما إنتهى، تواً من الإستماع إليه، عبر البيانو، يعد الرسم بمثابة وسيلة فنية إضافية للتعبير. وبالتأكيد، أن هذه السياقات تبدو جلية في الكثير من نتاجات لوركا الفنية، من بينها تلك الرسومات التي تنشر، لأول مرة، في صحيفة quot;الباييسquot; الإسبانية، كذرف الدموع التي تظهر في إحدى الرسومات المنشورة هنا.
خوان راميريز دي لوكاس، الطويل القامة، المؤثّر، الكتوم، الأنيق، الوسيم، والمثقف. تلك هي الأوصاف التي كانت تطلقها الأوساط الصحفية والفنية والمعمارية على دي لوكاس الذي تقاسم معها رحلاته وأخباره.
ولم يكن يخطر على بال أحد أن دي لوكاس، وفي مرحلة شبابه، كان إرتبط بعلاقة حميمة ومثيرة مع غارسيّا لوركا. واليوم، لم يعد هناك من شهود لهذه العلاقة المضطربة التي أخفاها دي لوكاس بعيداً عن أسرته.
وعندما عاد، في أعوام الخمسينات، من ألباسيته الى مدريد، برفقة البعض من المنفيين، وبصورة خاصة الممثلين منهم، كان على دي لوكاس أن يقدم أكثر من تبرير لهم. ومن بين ما قاله لأولئك، أنه كان مجرد quot;صديقquot; لغارسيّا لوركا، ولمدة ثلاثة أشهر فقط. ولم يكن بمقدور أحد الحديث علناً، في أيام الجمهوريين أو خلال حكم نظام فرانكو، عن مسألة الشذوذ الجنسي. وحتى المثليين أنفسهم كانوا يخافون

الشاذين جنسياً، وفي حالة إنكشاف أمرهم، كان يطبق ضدهم قانون المسيئين والبلطجية.
كان دي لوكاس عندما يشير، في أحاديثه العلنية الى لوركا، لا يتحدث سوى عن أعماله الأدبية، وعلى وجه التحديد، عن شعر لوركا. وبالنسبة له، كان يرى في صاحب

دفتر ذكريات دي لوكاس مخصص للساعر الغرناطي

quot;الأغاني الغجريةquot; أفضل شاعر في العالم.. أفضل من ثيرنودا، وغيليين، وماتشادو. ولم يشر مطلقاً الى جانب الشذوذ الجنسي، ولكنه عندما كان يتحدث عن لوركا، كان يبدو دقيقاً في كلامه، معبراً عن إلمامه التام بشعره، ومناقضاً الكثير مما كان يقال عنه، على سبيل المثال، أن لوركا لم يكن حزيناً، وإنما من أكثر الشخصيات لطافة في العالم.
إحتفظ راميريز دي لوكاس الذي يقارنه البعض بالنجم السينمائي الوسيم ألن لاد، في الصور التي تمثله وهو شاب، وعلى مدى سنوات عديدة، بالذكريات التي كانت تربطه بلوركا، متجاوزاً كل الصعاب التي كانت تقف بوجهه في زمن فرانكو.