إعداد عبدالاله مجيد: يطمح الموسيقار دانيال بارنبويم في انجاز واحد من اكبر المشاريع في حياته الفنية هذا الصيف بتقديم سيمفونيات بيتهوفن التسع كلها من أداء فرقة الشرق والغرب التي تجمع عازفين شبابا من فلسطين واسرائيل جنبا الى جنب مع عازفين من بلدان عربية أخرى خلال مهرجان بي بي سي برومز الموسيقي الذي يُقام سنويا في تموز/يوليو. وستبلغ السلسلة ذروتها بعزف سيمفونية بيتهوفن التاسعة يوم افتتاح دورة الألعاب الاولمبية في لندن في 27 تموز/يوليو.
وقال بارنبويم لصحيفة الغارديان ان التحدي الحقيقي لهذه الحفلات هو الحقيقة الماثلة في إدراجه موسيقى بيير بوليز الى جانب موسيقى بيتهوفن. وأوضح بارنبويم انه كان امام ثلاثة خيارات هي عزف اعمال بيتهوفن ومعاصريه ولكنه لا يريد ذلك بل يريد ان تبدو هذه الموسيقى حديثة، أو ايجاد موسيقار حديث مختلف لكل برنامج، أو اختيار مؤلف واحد يمكن حشر موسيقاه بين بيتهوفن، وهو ليس بالأمر الهين.
واضاف بارنبويم انه فكر في اليوت كارتر وهاريسون برتويسل ولكنه اختار بوليز لأن موسيقاه تعمل باتجاه معاكس لاتجاه موسيقى بيتهوفن. فان اعمال بيتهوفن تنتقل من الأشد تعقيدا الى الأكثر بساطة وان سكيتشات بيتهوفن الموسيقية اعقد بكثير من النسخة النهائية للعمل. ولكنها عكس ذلك مع بوليز. فهو لديه فكرة بسيطة تكون وترا أو مجموعة نوتات ثم يصنع منها عملا أقوى اثارة واكثر تنوعا وأشد تعقيدا. ولكن بيتهوفن وبوليز، على غرار جميع الأضداد الحقيقية، اكثر شبها بأحدهما الآخر مما يعتقد المرء. وقال بارنبيوم ان بوليز هو بيتهوفن منظورا اليه من النهاية الأخرى للتلسكوب والعكس بالعكس مع بيتهوفن.
ويأتي مشروع بيتهوفن/بوليز في اطار مهمة بارنبويم التي يقول انها تهدف الى إنزال الموسيقى مما يسميه برج عزلتها العاجي سواء كان سياسيا أو ثقافيا أو شخصيا. من أجل هذا تعمل فرقة ديوان الشرق والغرب منذ شارك بارنبويم مع المفكر الفلسطيني الراحل ادورد سعيد في تأسيسها عام 1999.
ورغم اجواء الترقب والحماسة لتقديم سيمفونيات بيتهوفن كلها في ظرف اسبوع واحد فان بارنبويم يعتقد ان فرقة ديوان الشرق والغرب لن تبلغ قدراتها كاملة إلا في اليوم الذي يستطيع ان يقدم اعمالها في جميع البلدان الممثَّلة في الفرقة. وقال بارنبويم quot;اليوم الذي نستطيع ان نطوف ونعزف في دمشق وعمان وتل ابيب والقاهرة يكون اليوم الذي يحقق الديوان بعده الكاملquot;.
وكانت فرقة ديوان الشرق والغرب قدمت حفلات موسيقية في رام الله عام 2005. وقال بارنبويم انه لا يعتقد ان ذلك ممكن اليوم لأن quot;الوضع اسوأ بكثيرquot;. ولكنه يبقى متفائلا حتى وإن كان التفاؤل quot;شكل من أشكال الدفاع عن النفسquot;، على حد قوله.