الواقفون أمام سواحل الله في مصر
الصارخون في برية الكلمات
ينتفضون كطفولة الكون
كثورة الجحيم.

الواقفون أمام سواحل الله
يغيرون العتمات والمتاهة المقبلة
على قلوبهم تثرثر اللحظات
وفي عيونهم جمر الحنين
يلبسون ضفتي النيل في حناجرهم
فللموج صوت
وللسماء أشرعة
هذه صلاتهم الجديدة
صلاتهم التي يبتكرون بها الوقت
ويقتلون الخرافة
أيها الثائرون
الطاعنون في الحرية
هكذا تهتف الأبجدية.
يا قاتلو الموت
في شرفة الابدية
هكذا تهتف الفراديس
يا صانعو الشهيق
هكذا ترقص الرياح
في مواطىء الحزن
سنكون هنا
سنكون هنا
في مطالع الرمل
في الخيول التي تطلع من سورة الوجع
في الشرفات التي تنادم السماء
في الستائر التي ترفرف من أجل ابتسامة ما
في الأعين المصرية الحدقات
في عنق الطريق الذي يصل الباب بالباب
والهواء بالهواء
وضحكة أبي الهول
بضحكة العرش الإلهي
سنكون هنا
نرتشف الحقول التي على الأصابع
والحقول التي في الدموع
سبيلنا الهتاف والإشارة
سبيلنا الحريق والجنون
سبيلنا الوادي المائي الذي يستطيل في غيب أرواحنا
هي مصر التي تطل
من وريد لوريد
من قطرة دم تنقب عن إلهها الصغير
الذي استشهد بالأمس في جنوننا
من صرخة ثكلى
تفتش عن وطن جميل
هنا
في بلادنا التي تلون شهقاتها
بالصهيل
برائحة المزارع
بطمي يتهجد أكثر
في غريزة الغمام
بقطرات العرق تضيء أكوانها
على جبهة فلاح
بالحمام الذي يتهجى سجعه في دموع الريفيات
في الشوارع الصاخبة
التي يجذبها مغناطيس الميادين
في الأعلام التي تحدق بنسيجها
فترى صورة الشهداء
في لحظاتنا المقبلة
نحن هنا يا بلادي
لن نترك مسافاتك إلا على أوراق أنسجتنا
ولن نسكن إلا في تفاصيل دمعاتك المبهجة
نحن هنا
نتأمل أسماءك الحسنى برحيق شراييننا
لنغلق أكوان الجحيم
ونصدع في شرفة الوقت
أيتها العذراء أبدا
الجميلة كحضن سماوي
هؤلاء أبناؤك الجدد
عادوا منذ قليل
وقد اغتسلوا جيدا
في أمواج الحرية.