انّهم يبالغون
بل يكذبون
وكالات الأنباء
والأعداء
بل و حتّى بعض الأصدقاء
لَم يتغيّر شيء
كلُّ شيءٍ في مكانهِ
فالنهر مازالَ جارياً كما كان قبلَ آلاف
والجسرُ القديم الحاني فوقهُ
نعم كان قديما ، و لكنهُ مازال قديما
لم يتغيّر شيء
والصيدليةُ بدعاية الأسبرين نفسُها
ومدرستهُ التي كانت
وفطور الخبز مع الشاي
والمعلمُ السمينُ و عصاه
ليس ضرورياً ذكر الفضائِحِ هُنا
ولكن هاهيَ المقهى نفسها
المقهى الّتي فقدَت نصفَ كراسيِّها
في معاركِ الشيوعيين و البعثيين
وهاهو شُباك بنت الحسن
حيثُ كان صديقهُ الرسّامُ
يصطادُ ليلا النقود الّتي ترمى فيه
بعصاً في رأسِها قيرٌ
نعم .. قلنا بدون فضائح
وهذا .. هذا مبنى الأمن يا ناس
فياما الإعتقالُ و التعذيب
و لكن هل هو مُبهج تذكّر .. لنترك النكد
حتّى الشبّاك
الشباكُ الذي كانت السمراءُ ترمي منه منديلَ وَرقٍ
كلما مرَّ تحتهُ في طريقِهِ الى المدرسة
وهذه شجرة اليوكالبتوس المجاورة للمستشفى القديم
المستشفى الذي كان يُواعدُ فيهِ

لكن لنترك الخصوصيات
وحتى الناس
الناس!؟
مالنا والناس
ما الذي قد تغيّرَ اذن!؟
كم يكذبون
وكالاتُ الأنباء
والأعداءُ
وحتى بعض الأًصدقاء
قُلتَ الناس
الناس!؟
على ايّةِ حالٍ
لم يتغيَّر شيءٌ
بالنسبة للعائد بعدَ ثلاثينَ عاماً
فقط امرٌ واحد
لم يجدهُ
واحدٌ، اذا تغاضينا عن المُهَوّلين، فقط
فقط
واحد
وهو انه لم يجد
لم يجد
...
...
وطنَه

شاعر عراقي مقيم في النرويج