سيدني: تعرّض رئيس فرقة باليه مسرح البولشوي الروسي، سيرجي فيلين إلى هجوم بمادة حمضية بالقرب من منزله في العاصمة موسكو، يمكن أن يؤدي إلى فقدان بصره.
يرقد رئيس فرقة باليه مسرح البولشوي في روسيا، سيرجي فيلين في مستشفى لتلقّي العلاج إثر تعرّضه لهجومٍ بمادة الأسيد في وجهه، بالقرب من منزله في العاصمة موسكو.
وكان وقع الهجوم في وقتٍ متأخرٍ من يوم الخميس، عندما صرخ المعتدي الملثّم بوجه فيلين وقام برشّ مادة حمضية، مركّزاً على منطقة الوجه. ويعاني الراقص السابق ومصمّم الرقصات من حروقٍ من الدرجة الثالثة في الوجه والرقبة، ويبذل الأطباء جهودٍ كبيرة من أجل إنقاذ بصره.
وأوضحت المتحدثة بإسم مسرح البولشوي كاترينا نوفيكوفا أن شفاء فيلين قد يستغرق ستة أشهر على الأقل. وتشير الشرطة الروسية حالياً إلى أن السبب الرئيسي للهجوم يعود إلى وجود خلافات داخلية متعلقة بفرقة الباليه التابعة للمسرح، على الرغم من أن الأسباب لا تزال غير واضحة حتى هذه اللحظة. وكان نجم الرقص الروسي السابق، سيرجي فيلين البالغ 43 عاماً، تولّى منصبه كرئيس لفرقة الباليه في مارس/ آذار 2011، وسط إنتقاداتٍ شديدة بسبب تعيينه.
وفي الأشهر التي سبقت هذا الهجوم، تلقّى فيلين عدة تهديدات عبر الهاتف، وكذلك، تعرّضت سيارته لثقب في إطاراتها، بينما تعرّض حسابه على الفيسبوك للقرصنة. وأثار تعيينه في منصب رئيس فرقة باليه مسرح البولشوي الكثير من إنتقادات الناس الذين من حوله.
وكان أكثر من عضو بارز في فرقة الباليه التابعة لسيرجي فيلين قد إنسحب إحتجاجاً على برنامج بولشوي الجديد. وبالإضافة إلى ذلك، فقد إتّهم المدير التنفيذي للمسرح، أناتولي إكسانوف رئيس الفرقة بعدم إلتزامه بنهج الإدارة.

ردود الأفعال
ومن بين ردود الأفعال العديدة على الهجوم الذي تعرّض له سيرجي فيلين، يقول مصمّم الرقص الإسباني ناجو دواتو، رئيس فرقة باليه سان بطرسبرغ quot;أشعر بقلق كبير إزاء هذا العمل الوحشي، إذ لا ينبغي أن يقع مثل هذا الفعل في مجتمعٍ متمدّنquot;.
وبذات النبرة أعرب مصمّم الرقص جون نوميير، المشرف على فرقة الباليه في هامبورغ quot;هكذا هجوم في عالم الباليه، الذي يستند على الإنسجام، والجمال، يصدمني حقاًّ، ولا يمكن أن أتصوّر أن هناك من هو قادر على القيام بذلكquot;.
وتؤكّد راقصة الباليه السابقة في الفرقة، أناستازيا فولوتشكوفا قائلة quot;أنا أيضاً عانيت من الهوّة القائمة بين الناس في البولشوي، أن عالم الباليه لا يرحمquot;.
يعدّ منصب سيرجي فيلين بالغ الأهمية، والأكثر نفوذاً في عالم الرقص الكلاسيكي، ومن المناصب المتنازع عليها دوماً في مجال الباليه. والراقص السابق، المولود في موسكو، يعتبر واحداً من بين أفضل الراقصين في العالم.
ومن جانبه، قال وزير الثقافة الروسي، فلاديمير ميدينسكي quot;لقد طلبت من المدعي العام يوري تشيكا أن يتولّى القضية شخصياً. أن الإعتداء على سيرجي فيلين يعدّ جريمة رهيبةquot;.
ويعود تأريخ مسرح البولشوي إلى 200 سنة مضت. وكان تمّ إعادة إفتتاحه في عام 2011، بعد ست سنوات من أعمال الترميم، حيث إسترد بريقه المعروف منذ زمن القياصرة. وإشتهر البولشوي دائماً من خلال ثقافته الأوبرالية، ويعتبر مهد الباليه، بشكله الفني والجمالي. وتضمُّ فرقة باليه مسرح البولشوي أكثر من 200 راقصاً وراقصة.