عاد مسرح quot; اللاترنا ماجيكا quot; في براغ الذي يجمع بين المسرح والسينما في آن واحد بشكل إبداعي الآن إلى عرض مسرحية quot; السيرك الساحر quot; من جديد وسط إقبال كبير عليها من قبل الزوار الأجانب والمواطنين التشيك رغم أن هذه المسرحية تقدم على هذا المسرح منذ نحو 36 عاما ولذلك اعتبرت المسرحية الأكثر عرضا في تاريخ هذا المسرح المتميز أوربيا وعالميا.
براغ : يعود العرض الأول لهذه المسرحية إلى عام 1977 ومنذ تلك الفترة يتكرر عرضها في مسرح اللاترنا ماجيكا، غير أن عرضها لا يتم يوميا وإنما بشكل تعاقبي مع مسرحيات أخرى ولذلك فقد جرى عرضها منذ ذلك العام إلى اليوم أكثر من 6200 مرة.
وتعتبر هذه المسرحية التي يعمل فيها فريق كبير من المبدعين التشيك العرض أكثر نمطيا لمسرح اللاترنا ماجيكا في براغ حيث جرى تحويل خشبة المسرح إلى سيريك حقيقي نجح في جذب المشاهدين إلى العروض المقدمة ليس فقط عن طريق الصور والمشاهد البانورامية التي تصاحب العروض وإنما أيضا عن طريق الخدع المسرحية والسينمائية المحبوبة ولذلك يتداخل الواقع والخيال بشكل تكاملي يثير الدهشة.
وتتحدث المسرحية في سرد شاعري عن quot;حجquot; لا جدوي منه يلهث وراء المستحيل لشخصيات مهرجة يجري تحريضها على هذا الحج من قبل ساحر.
ويعتبر المخرج الشهير ايفالد شورم الأب الروحي لهذا المشروع الذي تعاون فيه مع مدير مسرح اللاترنا ماجيكا السابق والمهندس المسرحي التشيكي الشهير يوزيف سفوبودا فيما يشارك في إخراجه والتمثيل فيه نخبة من اشهر المبدعين التشيك مثل المخرجان ييرجي سرينتس ويان شفانكماير والممثلون رادكا سرتينسكا وميلان اودسترتشيل ويان كوتيوشوفسكي وياكوب زابليتال أما الكاميرا فهي لاميل فيشاريك
المصباح السحري
تعني كلمة اللاترنا ماجيكا بالعربية quot; المصباح السحري quot; وهي عبارة تطلق على نوع خاص من الفن يجمع بين المسرح والسينما والرقص وفن الإيماء بشكل إبداعي مدهش.
وعلى خلاف المسرح القومي التشيكي الذي ينتمي إليه إداريا منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي فان اللاترنا ماجيكا الذي يمتلك بناء خاصا به يعتبر من المسارح الحديثة نسبيا إذ يعود العرض الأول له عام 1958 حين عرض لأول مرة في معرض اكسبو في بروكسل ولقي استحسانا كبيرا.
وقد وقف عند بدايات هذا النوع الخاص من المسرح المخرج التشيكي الفريد رادوك والمهندس المسرحي يوزيف سفوبودا اللذين قاما بالجمع بين الصورة السينمائية وبين التمثيل المسرحي الحي أو الرقص الحي في مشاهد تكمل بعضها بشكل دقيق وإبداعي
وقد دفع النجاح الذي لقيه المسرح في بروكسل السلطات التشيكوسلوفاكية إلى إعادة بناء سينما موسكو في براغ كي تناسب خصوصية العروض التي يقدمها اللاترنا ماجيكا والى تنظيم رحلات عديدة لفرقة هذا المسرح إلى مختلف دول العالم استجابة للطلبات العالمية المختلفة التي وصلت براغ لاستضافة مسرح اللاترنا ماجيكا في أراضيها وأمام جمهورها.
وقد تعاون هذا المسرح بعد تأسيس فرقة دائمة له وتخصيص مسرح خاص به وسط براغ مع العديد من المخرجين السينمائيين والمسرحيين البارزين ومع كتاب السيناريو والمؤلفين الموسيقيين وفناني الرسوم التشيكية بهدف تطوير هذه التجربة الفريدة وكان من بين الذين تم التعاون معهم المخرج ميلوش فورمان وييرجي ترنكا وايفالد سخورم وايلمار كلوس ويان شفاتكمايير...
ويعيد القائمون على هذا المسرح سر نجاحه حتى الآن واستمرار تألقه إلى اعتماده على الجمع بين السينما والمسرح بشكل مكمل ورائع والى اعتماد كل عرض من عروضه على مبدأ مختلف للربط بين الصورة والمسرح وان كان هذا الربط يجري عادة على مستويين الأول يمر عبر طرق خداعية في الانتقال من الشاشة إلى المسرح والثاني يمر عبر فهم المسرح على انه شكل تعبيري متجدد وعلى أن الصور تمثل نوعا من السحر..
التعليقات