حاول الدكتور ناجي التكريتي في كتابه quot;مقابسات quot; ان يجعل للقارئ نصيبا كبيرا من ارائه الحميمة. فالاستاذ الجامعي للفلسفة مايزيد على اربعين عاما , شعر، وبعد زهاء مائة كتاب، انه لابدّ من تقديم افكاره، وبعض من سيرته، الى القراء، وذلك عن طريق الحوار الذاتي، الذي قد يهتم عدد من القراء بحيثياته وشذراته، من امثال ارائه بالفلسفة والعلم، العلاقة بين الادب والفلسفة، النثر والشعر، المرأة والرجل، الفكر السياسي والعمل العام، التربية والابداع، الصداقة، من هم اكبر الفلاسفة والشعراء، الفلسفة العربية والاسلامية , الشخصيات التاريخية العربية وغيرها.ان دارس الفلسفة في كمبرج على اربري وروزنتال حيث الاستشراق والمقارنة بين الفكر اللاتيني والاسلامي، اخذ عهدا على نفسه ان يحتفظ بالتوازن ndash; كما يراه ndash; بين موضوعات ذات طبائع مختلفة كما هو شأن الذين عملوا في حقل التربية والتعليم. وقد عبر عن اعتزازه بالموروث الفلسفي المشرقي، في اسلوب يشبه التصريحات كما كرر ايمانه القومي باحقية، او احقيات العرب في استرداد ماضيهم الثقافي والجغرافي واستمر تركيزه على بغداد منذ المنصور حتى الانقضاض الاميركي في عام 2003، مما اثار حفيظته اكثر من مرة لاستهجان السياسة الخارجية والداخلية الاميركية التي يصعب تمييزها عن التعصب وبخاصة بالخارج هناك انتقاد صارم للجهل، ودعوة الى التفلسف واحترامه في التعليم والحياة.
لقد استغرقت مقابساته اكثر من مائتي صفحة، بخمسة وثمانين عنوانا، وباسلوب لا يخلو من حيوية احيانا، الا انّ تقليدية الموضوعات رافقتها مفاجآت الاعتقاد بان العرب يتقدمون في مجالات البحث والتعليم، اعتقادا من المؤلف بالكمية الكبيرة التي ستقود حتما الى النوعية الجيدة، وهو انطباع لا يتصل بالبرهنة المباشرة، لان مثل هذا البرهان يحتاج الى ثلاثة قرون.
انّ ناجي التكريتي هو من جيل الفلاسفة الجامعيين العراقيين الذين درسوا في بريطانيا ثم وقعت عليهم مهمة التاسيس الثاني منذ النصف الثاني لستينيات القرن الماضي : مدني صالح، حسام الآلوسي , والمؤلف.
- آخر تحديث :
التعليقات