أفرجت السلطات السعودية عن المدون السعودي الشاب حمزة كشغري بعد نحو سنتين على اعتقاله بسبب ما اعتبر إساءة للرسول محمد.


الرياض: قالت مصادر مقربة من عائلةالمدون السعودي الشاب حمزة كشغري المعتقل إنه خرج في وقت مبكر من صباح الثلاثاء برفقة أفراد من عائلته. وقضى كشغري عاماً وتسعة أشهر في السجن على إثر خواطر كتبها على موقع التواصل الاجتماعي الشهير quot;تويترquot; اعتبرت مسيئة للرسول محمد. وما زاد صعوبة الأمر على الشاب العشريني أن تغريداته جاءت في وقت استقطاب سياسي وطائفي حاد تغذيه صراعات التيارات في المملكة، مما ساهم في تعميق قضيته.
كشغري كان قد هرب خارج المملكة فور علمه بأنباء عن ملاحقته من الأمن السعودي، لكن السلطات الماليزية قبضت عليه وسلمته للمملكة في شباط(فبراير) من العام الماضي. وتحول الحديث عن حمزة كشغري إلى مادة دسمة في السعودية، خصوصاً عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخصوصاً بعد قصيدة كتبها كشغري نفسه بحق الرسول محمد، معبراً فيها عن اعتذاره وندمه عمّا بدر منه.
ورغم المطالبات العديدة التي قادها متشددون ومن رجال دين مشاهير لتنفيذ حكم القتل بفصل رأسه، إلا أن محكمة سعودية صدقت في صك شرعي توبته بحضور جمع من أهله. ويقول المتشددون إن توبته بينه وبين ربه ولا تعفيه من القتل ردعاً له ولأمثاله ممن يتطاولون على جناب الدين. إلا أن ناشطين سعوديين تبنوا قضيته وفعلوها من خلال سلسلة مطالبات للحكومة بالإفراج عنه بعد ندمه وتوبته.
وقال كشغري في جزء من القصيدة: quot;يا سيدي يا رسول الله تصفح عن غر جهول... هوى في أول العمر، عصى فعاش بعيداً في ضلالته، حيران لم يدر يا مولاي لم يدرquot;، ويضيف: quot;لو كنت حياً لما احتار الفتى أبداً، وكنت تمسح باليمنى على صدري، لو كنت حياً لما فز الفتى فزعاً، يا سيد الخلق سامح أصغر الذرquot;.
وعقب انتشار القصيدة الاعتذارية شهد موقع quot;تويترquot; تفاعلاً واضحاً مع قضيته، وأنشأ نشطاء quot;هاش تاغquot; خاصاً به على الموقع، عبّر كثيرون من خلاله عن تعاطفهم معه، ودعوا إلى عدم محاكمته والاكتفاء بفترة السجن التي قضاها، خصوصاً بعد إعلانه التوبة أكثر من مرة.
وكتب مغرد يطلق على نفسه quot;المتأملquot;: اذا كان سجنه حسب الشريعة فقد تاب حسب الشريعة، فاطلقوا سراحه حسب الشريعة، ليقضي العيد حسب الشريعة مع ذويه، بينما كتب آخر: حمزة أساء الأدب مع نبينا فغضبنا، أعلن اعتذاره، واجه القضاء، تاب وتمت المصادقة على توبته.. وما زال حبيساً، من حقه أن نغضب لأجلهquot;.