ميونيخ: بمناسبة مرور 100 عام علي اكتشاف رأس الملكة نفرتيتي، قررت السلطات الألمانية إصدار طابع بريد يحمل صورة رأس الملكة الشهيرة.

كان مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية، هو ستيفن بوشفالد قد صرح لوسائل الإعلام الألمانية quot; أن هذا الطابع التذكاري كان من المفترض أن يصدر في شهر ديسمبر الماضي بمناسبة مرور 100 عام على الاكتشافات الأثرية التي حققها فريق أثري ألماني على رأسهم العالم لودفيج بورخارد في منطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا، ولكن تم تأجيل إصدار الطابع لظروف تقنيةquot;.

وقال بوشفالد رأينا أن تكون البداية برأس نفرتيتي الذي يعتبر أهم كنز أثري في برلين والسفير المصري الأبرز في ألمانيا على مدى التاريخ. وأضاف قائلا أنه من المقرر أن تصدر السلطات الألمانية طوابع تذكارية أخرى في الفترة المقبلة خاصة بمعالم برلين الشهيرة، ونفى المسؤول الألماني أن تكون هناك علاقة بين زيارة الرئيس مرسي لألمانيا، وإصدار هذا الطابع، بقوله quot;زيارة الرئيس مرسي لبرلين تم الاتفاق عليها منذ شهر نوفمبر الماضيquot;

من المعروف أن نزاعا حول أحقيقة عودة رأس تمثال الملكة نفرتيتي الي مصر أو بقائها مستقرة في متحف برلين حيث هي الأن أستمر لسنوات طويلة ومازال مستمر، في وقت تصر فيه ألمانيا علي أن وجود التمثال في متحف برلين هو حق ألماني طبقا لقانون تقسيم الأثار الذي إنتقلت به رأس الملكة الي الجانب الألماني ومن ثم متحف برلين.

لم تفقد مصر الأمل علي الإطلاق في المطالبة بإعادة رأس التمثال منذ عام 1938، ففي ذلك العام نشطت الدبلوماسية المصرية في محاولة إعادة التمثال، حتي أن هتلر أمر آنذاك مدير متحف برلين بإعادة التمثال إلي مصر، لكن مدير المتحف كتب الي هتلر يستمهله ويدعوه الي إلقاء نظرة علي التمثال قبل أن يذهب عائدا الي مصر، وهو الطلب الذي فعله هتلر، إذ ألقي علي التمثال نظرة إعجاب كبيرة وظل مشدوها أمام جمل الملكة نفرتيتي وخرج ليعلن أن مكان التمثال سيبقي في ألمانيا.
من المعروف أن زاهي حواس رئيس هيئة الآثار الأسبق كان قد دخل في صراع طويل مع مدير متحف برلين ديتريش فيلدونج حول أحقية مصر في إستعادة رأس التمثال خاصة بعد ان قام فنانون مجريون في سنة 2003 بوضع رأس نفرتيتي لفترة قصيرة فوق مجسم لتمثال برونزي عاري بمباركة وموافقة مدير المتحف الذي انتقده زاهي حواس بشدة واتهمه بعدم المسؤولية، وإثر ذلك نشطت الدبلوماسية المصرية مرة أخري في محاولة إعادة التمثال غير انها باءت مرة أخري بالفشل إذ كانت حجتها في ذلك أن وضع رأس نفرتيتي علي مجسم لتمثال عاري هو أمر مشين يتطلب ان تعود الرأس الي مصر للمحافظة عليها من أعمال الدعاية الرخيصة، غير أن ألمانيا شددت علي أن رأس نفرتيتي في آمان كامل في برلين.

يرجع تاريخ تمثال رأس الملكة نفرتيتي إلي القرن الثامن عشر قبل الميلاد اي الي أكثر من 3000 عام مضت، وهو منحوت من الحجر الجيري وقد تم اكتشافه في تل العمارنة بمصر على يد عالم الآثار الألماني لودفيج بورخارت عام 1912، وأصبح من ممتلكات متحف برلين بعد ذلك الكشف، وكان التمثال قد خرج من مصر في عام 1933 بطريقة غريبة ، وفيها تختلف الروايتان الالمانية والمصرية ففي الوقت الذي يقول فيه الألمان ان الراس خرجت بطريقة شرعية طبقا لقانون الاثار الذي كان يقوم علي تقسيم الآثار المكتشفة إلى قسمين، تختار هيئة الآثار المصرية كممثل عن الحكومة المصرية قسماً منها، وبعد أن أختار الجانب المصري الجزء الخاص به أصبح التمثال النصفي الملون لنفرتيتي من نصيب الجانب الألماني. لكن المصريين يقولون ان القانون كان ينص علي أن تأخذ ألمانيا الثلث والحكومة المصرية تأخذ الثلثين.. والذي حدث لرأس نفرتيتي عندما اكتشفت البعثة الألمانية لمقبرة أحد فناني هذا العصر وجدوا بمنطقة 'تل العمارنة' بورتريهات وتماثيل ومنها رأس الملكة نفرتيتي وقامت البعثة الألمانية بلف التمثال بالسوليفان ووضعوا عليه الطين ووضعوها مع الأشياء الأخري وأعتقد مفتشو الآثار المصريون في ذلك الوقت أنه تمثال من الطين وهكذا تم تهريب التمثال الي المانيا.