أثار منع السلطات التربوية في مدينة شيكاغو رواية برسيبوليس المصورة من مدارس المدينة احتجاجات واسعة، واعتبر البعض الخطوة بمثابة مصادرة لحقوق الطلبة.

منعت السلطات التربوية في مدينة شيكاغو رواية برسيبوليس المصورة من مدارس المدينة في اجراء أُدين بوصفه خطوة quot;اورويليةquot;.
وتروي المؤلفة مرجانة ساترابي في برسيبوليس سيرة حياتها خلال الثورة الاسلامية عام 1979 والفترة اللاحقة بأسلوب تصويري ساخر.
وأكدت مدارس في شيكاغو أنها أُبلغت رسميًا من الجهات المختصة بإزالة الرواية من المكتبات والصفوف. وأعقبت القرار انتقادات واحتجاجات واسعة أجبرت السلطات التربوية في المنطقة على التراجع عن قرارها قائلة إنه
لا يشمل إلا صفوف السنة الأولى من المرحلة الثانوية وليس المكتبات بسبب لغته المكشوفة وصوره غير الملائمة لمناهج هذه المرحلة من الدراسة الثانوية.
وقالت مديرة تربية منطقة شيكاغو انيت غيرلي إن القرار يهدف الى quot;التوثق من أن ما يرسخ في ذهن التلميذ هو صورة ممارسات لاإنسانية، وليس صور شخص يتبول بأعضائه التناسلية المكشوفة على ظهر شخص ما أو صور شخص يتعرض للتعذيبquot;.
واضافت غيرلي: quot;نحن لا نحتج على قيمة هذا الكتاب بوصفه عملاً فنيًا بل نريد التأكد من أنه عندما نضع هذا الكتاب بأيدي الطلاب تكون لديهم الخلفية والنضج اللازم لتقديرهquot;.
ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن ستيفاني غادلين المتحدثة باسم نقابة المعلمين في شيكاغو رفضها موقف السلطات التربوية رغم تراجعها، وقالت quot;إنه لغة اورويلية مزدوجةquot; مشيرة الى أن السلطات التربوية تعلم أن هناك 160 مدرسة ثانوية بلا مكتبات، وبالتالي فإن سحب الرواية من المكتبات لا يعني شيئًا.واضافت مسؤولة المالية في النقابة كريستين مايل quot;أن المكان الوحيد الذي سمعنا بمنع هذا الكتاب فيه هو ايرانquot;.
وقالت مايل إن السلطات التربوية تخاف من كتاب كهذا لأنه يستهدف السلطة والبنى الطبقية والعنصرية والتمييز بين الجنسين.
وقالت جمعية المكتبات الاميركية إن إبعاد رواية برسيبوليس عن متناول الطلاب quot;يمثل مصادرة فظة لحق الطلاب في الوصول الى المعلومات ، وينم عن فرض شكل من اشكال الرقابةquot;.
وأعلنت منظمات للدفاع عن حرية التعبير في رسالة وجهتها الى السلطات التربوية في شيكاغو أن منع الطلاب من امكانية الاطلاع على الرواية اجراء quot;مقلقquot; وأن ازالة الكتاب من الصفوف بسبب اعتراضات على محتواه تتعارض مع الدستور الأميركي. واشارت الرسالة الى أن بطلة الرواية في عمر طلاب المرحلة الأولى من الدراسة الثانوية وقد يلامس ما ترويه عن خبراتها في الواقع حياتهم.
ولفتت مديرة الائتلاف الوطني ضد الرقابة جوان برتين الى أن رواية برسيبوليس تحظى باحترام التربويين ودُرِّست بنجاح في مدارس اميركية مختلفة سواء في شيكاغو أو مناطق أخرى من الولايات المتحدة.
ساترابي نفسها قالت في حديث لصحيفة شيكاغو تربيون إن القيود التي فُرضت على روايتها المصورة quot;مخزيةquot; ورفضت تحفظ السلطات التربوية بشأن ما سمته quot;صور تعذيب قويةquot;. وقالت ساترابي quot;إن هذه ليست صور تعذيب... وأن الطلاب اصحاب عقول وهم يشاهدون شتى الأشياء في السينما وعلى الانترنتquot;. وتابعت أن الرسوم quot;هي بالأسود والأبيض وانا لا أعرض شيئًا فظيعًا.إنها حجة باطلة وعليهم أن يقدموا تفسيرًا أفضلquot;.