لندن: فاز استاذ القانون أي. تي. وليامز بجائزة اورويل للكتابة السياسية عن تحقيقه في قتل موظف الفندق العراقي بهاء موسى، على أيدي جنود بريطانيين في الأيام الأولى من الاحتلال. وقالت هيئة المحكمين ان quot;قتل بريطاني جداquot; A Very British Killing كتُب بروح صحافة اورويل.
كما شهد حفل توزيع جوائز اورويل الذي أُقيم مساء الأربعاء منح الصحفية الراحلة ماري كولفن، جائزة اورويل الخاصة عن عملها quot;على خط الجبهةquot; On the Front Line. وقال المنظمون إن عمل كولفن التي قُتلت العام الماضي في سوريا quot;يتأمل في حال البشرية ومسعى مهنة مارستها بعاطفة متقدة إلى ان قُتلت في شباط (فبراير) 2012quot;.

وأعلن مدير جائزة اورويل جان سيتون quot;ان حياة ماري كولفن، مثلها مثل العديد من الصحفيين، أُنهيت بصورة مفاجئة وفظيعة اثناء قيامها بعملهاquot;. وأضاف quot;ان التهديدات التي تواجه الصحافيين في أنحاء العالم تصاعدت ولكننا بحاجة إلى هذه الكتاب. انها حياة وُهبت لمحاسبة الأقوياءquot;.
ومُنحت جائزة اورويل البالغة قيمتها 3000 جنيه استرليني إلى كتاب وليامز quot;قتل بريطاني جداquot; متقدما على المرشحين الآخرين بمن فيهم كولفن واسقف ادنبرة ريتشارد هولواي وبانكاج ميشراً ورجاء شهادة وكارمن بوغان وكلايف ستافورد سمث. وقال المنظمون إن تحقيق وليامز quot;كتاب مثير يبعث القشعريرةquot;، وquot;يميط اللثام عن أدلة دامغة على ماحدثquot; لموسى، الذي كان يعمل موظف استقبال في أحد فنادق البصرة عندما اعُتقل في 15 ايلول (سبتمبر) 2003 ونُقل إلى قاعدة بريطانية حيث انهال عليه حراس وجنود بريطانيون بالركل واللكم والإهانات قبل أن يُضرب حتى الموت.
وقال المحكمون إن وليامز، استاذ مادة القانون في جامعة ووريك ومدير مركز quot;حقوق الانسان في الممارسةquot;، كان شجاعاً بتناوله قضية أُشبعت تغطية إعلامية وتحويلها إلى شيء أكبر بكثير وأشد هولا بكثير مما كنا نظن.

وتابع المحكمون أن وليامز يشرِّح ويحلل بتصميم ذي عين صافية لعزل الأكاذيب عن الحقائق ولكن الكتاب رغم كل تفاصيله التقنية الجنائية quot;يشدنا عاطفياً ويتمتع باحساس سردي مرهف على غرار قصص الرعب ودراما المحاكم. وفي نهاية المطاف فإن أكبر انجاز يحققه هذا الكتاب الحارق والبليغ والغاضب هو أنسنة موسى بحيث يتجاوز الشخصية الايقونية التي اصبحها في مماته.
وكان وليامز تساءل مؤخراً في صحيفة الغارديان كيف كان جورج اورويل سينظر إلى قضية بهاء موسى مؤكدا أن اورويل استهدف شر التوتاليتارية quot;ولكن بودي أن أعتقد أن هدفه الأساسي كان تحدي اللامبالاة إزاء معاناة الآخرين. فهذا كان عندي الشر الحقيقي الذي ظهر في ثنايا كتابيquot;.
واستُحدثت جائزة اورويل للكتابة السياسية من أجل اكتشاف العمل الأقرب إلى طموح جورج اورويل في quot;جعل الكتابة السياسية فناquot;.