كمْ منَ الوقتِ أحتاجُ لأشتريني
وفي وترِ العجوزِ أغنّي
عنْ جناحِ النافذةِ
حينَ يفضحُ الطيرانُ عروشَ الكراسي
ويسلّمُ على الندى ليحرسَ الغصونَ.
كمْ منَ الوقتِ يلزمُني لأحتويني
منِ ارتعاشِ ريحِ الخريفِ؟
الزمنُ شحيحُ الأشرعةِ البيضِ
والنهرُ ضائعٌ يسعى إليَّ
الضائعُ إلى الضائعِ رسولٌ .
أريدُ زهرةً ،آمنتْ باللهِ،
تنمو على رقبتي
لا سيفاً يكرهُ اللهَ
أريدُ الأنقى منَ السماويِّ
لتقرأَني دموعُ السماءِ
وعلى شفةِ الأرضِ أَسيرُ
قـُبلةً منْ شجرٍ.
قلْ لي أيُّهَا الظنُّ المحيَّرُ
حينَ أترجمُ قصيدتي إلى أمَّةِ السلامِ
كيفَ أوفّقُ بينَ الثورةِ والعورةِ؟
الجرسُ يرنُّ
الأجراسُ يا إلهي ترنُّ
الأجراسُ تهفو لدفءِ لحظتِكَ.
وحلمُك سبعونَ عاماً.
لمْ أبلغْ السبعينَ
لكنَّني شختُ كمقرِّ مجعَّدِ الضوءِ
شختُ في العُّيونِ التي تستطيعُ
في الأكفِّ التي تكتبُ لتطيرَ
في القلوبِ التي لم تطأْ أرضَهَا الخفافيشُ
شختُ يا ربَّاهُ
ومنَ الصعبِ لمثلي أنْ تنظرَ
الى ما تحتِ القدمينِ
علَّمَني وجهُكَ النهارُ
أن المرتفعاتِ حُلُمُ السنابلِ
يتيمَّمُ بعرَقِ الجبينِ ليصالحَ الصلاةَ
إنَّما الحاكمُ يطهِّرُ الشريعةَ بالعارِ
علَّمَني ظلُّكَ ألاَّ ظلَّاً غيرَهُ
وها أنا ذا أحتمي من الحمقى بكَ!!
الجوعُ اخترقَ صدرَ الصغارِ
هكذا ناموا على صوتِ البخارِ
بقِدرِ نارِ قلوبِ الامهاتْ
كلُّهم ناموا
حتَّى منْ يعرفُ
كيفَ يصيرُ صارماً
ليكسرَ الكمانْ
ويُثقبَ المزمارَ بالساطورْ
نحنُ ركيزةُ الشهابِ
ترصَّدْنا بعينِك يا ربَّاهُ
فقدْ ترصَّدَتْنا عيونُ لئامِ
يخافونَ الرقابَ والجباهَ.
يحدثُ كثيراً أنْ نتجاوزَ المكانَ
أنْ نتجاوزَ المهبَّ والفضاءَ
لكنَّنَا لنْ نتجاوزَ الانسانَ.
هل أدركتَ يا ربُّ شفَقَنا المُهانَ؟