لا يريد الأخوان صباغ الحديث عن الماضي وإسقاطه على واقعنا بل يريدان الخوض في شكل مباشر في قلب القضية وبالعربي الفصيح، لذلك اختارا موضوع الطائفيّة السياسيّة محورًا لمسرحيتهما الجديدة quot;الطائفة 19quot; بعدما وصلت الإنقسامات اللبنانيّة إلى حدّ ينذر بأخطار جسيمة ستصيب الوطن، إن لم يسمح للشعب بالإنتماء إلى مواطنته وليس إلى طائفته.


بيروت : عقد أمس مؤتمر صحافي في quot;قصر المؤتمراتquot; في ضبية للإعلان والحديث عن المسرحيّة الغنائيّة الإستعراضيّة الجديدة quot;الطائفة 19quot; التي ستعرض ابتداءً من 20 آذار/مارس الحالي، وتدور أحداثها بعد حوالى 20 إلى 30 سنة، علمًا أنه نوع جديد من المسرح الغنائي المستقبلي ينبّه إلى ما قد يحدث في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه اليوم.

quot;الطائفة 19quot; تطرح قضية سياسية ومجتمعيّة مهمّة في لبنان المؤلّف من 18 طائفة، ولكن يبقى هناك شريحة من الناس تبحث عن الطائفة التي تمثّلها فعلًا وهي الطائفة 19، عقيدتها العيش المشترك ونبذ العنف وقانونها العدالة والمساواة.

تدور القصّة في سجن رومية الذي يضمّ أفرادًا من مختلف الطوائف اللبنانيّة، ليكون 18 شخصًا منهم أبطال المسرحية الجديدة، تختارهم الدولة للقيام بتجربة تهدف إلى تحسين السجون ولكنها تواجه مشكلة كبيرة بعدما تكتشف أنهم ينتمون إلى 18 طائفة مختلفة، فسجن رومية هو مجسّم للمجتمع اللبناني بينما السجن الأكبر هو لبنان حيث كل سجين ينحاز إلى طائفته.

ويقول الأخوان صبّاغ إلى أن المسرحية تعالج مشكلة الطائفية المتفشّية بين مختلف فئات الشعب اللبناني، وانعكاساتها على حياتها ونزاعاتهم وإقحامها في مختلف أمورهم الحياتية، ولا سيما على مستوى الأحوال الشخصية التي ترعاها قوانين وأصول خاصّة بكل طائفة والدولة فيها مجرّد يد تنفيذيّة، فيما يخضع اللبنانيون لقانون واحد على مستوى القضايا الجزائية والمدنية.

ويضيف الأخوان صبّاغ إلى أن عدم وجود قانون مدني واحد للأحوال الشخصة يطبّق على كافة اللبنانيين، وغياب أسس واضحة تطبّق على كلّ لبناني يرغب في الإنتماء إلى وطنه أوّلًا على المستوى القانوني والسياسي والاحتفاظ بحرية وخصوصية انتمائه الديني بحقيقة وجوده على هذه الأرض، وبما أن الدولة اللبنانية تتنبى الطائفيّة السياسية، أتت هذا العمل الذي يعتبر مطلب كثير من اللبنانيين يريدون العيش بسلام ويؤمنون برسالة لبنان السامية والاحترام المتبادل بين كل مواطنيه مهما اختلفت انتماءاتهم، فالطائفة 19 هي طائفة الوطنquot;.

ويشير الأخوان إلى أن مجرّد حمل الجنسية اللبنانية يفرض إنتماء الشخص إلى طائفة من إحدى الطوائف الثماني عشرة، وفي حال أراد التخلي عن الطائفة فهو يتخلّى عن الجنسية بسبب فجوة في القانون، وعن كلّ الإمتيازات التي تقدّمها له هذه الطائفة على الصعيد القانوني والسياسي.

يشار إلى أن العمل للأخوين فريد وماهر صبّاغ وبطولة يوسف الخال، كارين رميا، نبيل أبو مراد، خالد السيد، نزيه يوسف، أسعد حداد، عبدو شاهين، جيسي عبدو، زاهر قيس. تصميم الديكورات المسرحيّة ليارا عيسى الخوري، رسم السينوغرافيا لرامي صباغ، تصميم الرقصات لغريغور كلاشيان، تصميم الأزياء لفاتن مشرف، فيما تولّى الهندسة الصوتية شادي سعد، ونفّذ الإضاءة شادي نون.

يذكر أن quot;الطائفة 19quot; تُعتبر الأولى للأخوين صبّاغ عن الوضع اللبناني، إذ سبق وقدّما مسرحية quot;تشي غيفاراquot; عام 2006 في البيال ولاقت أصداء إيجابيّة، ومسرحية quot;أيام صلاح الدينquot; عام 2011 ضمن مهرجانات بعلبك ونالت الموريكس دور.