لم يخل معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام حالياً في العاصمة السعودية من الجدل والإثارة، حيث أغلق جناح الشبكة العربية في المعرض، وعرضت كتب للشيخ الكويتي المؤيد للإخوان المسلمين طارق السويدان ثم جرى سحبها من المعرض اثر انتقادات لاذعة.

الرياض: فوجئ زوار معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق قبل ثلاثة أيام ويستمر لعشرة أيام، بتوزيع كتب مجانية تعود للشيخ الكويتي طارق السويدان الممنوع أصلاً من دخول السعودية بسبب تأييده لجماعة الإخوان المسلمين، وكان قد أقيل من قناة الرسالة الفضائية مؤخراً.
وأثار توزيع كتب السويدان في المعرض جدلاً واسعاً، وانتقد العشرات من الكتاب والأدباء السعوديين وزارة الثقافة والإعلام وطلبوا منها توضيح موقفها حيال ما حدث، فيما سارعت الوزارة لسحب الكتب في وقت لاحق من المعرض.
واتهم بعض المثقفين شخصيات سعودية محسوبة على جماعة الاخوان -قد يكون من بينهم أشخاص يعملون في وزارة الثقافة والإعلام- بترويج كتب السويدان داخل المعرض، قبل أن يتم اكتشاف أمرهم سريعاً.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي مئات التعليقات الساخرة والمنتقدة لوزارة الثقافة والإعلام، وقال أصحابها إنه في الوقت الذي يُمنع السويدان من دخول السعودية بسبب مواقفه المعادية للمملكة، فإنه كتبه تجد طريقها إلى المعرض الذي يقام برعاية الدولة.
وامتنعت وزارة الثقافة والإعلام عن التعليق على القضية، مكتفية بسحب الكتب وتحريزها في المستودعات، لكن مراقبون طالبوا بعدم الاكتفاء بذلك، واعتبار ما حدث مناسبة لملاحقة التيار الاخواني في المؤسسات الرسمية.
من ناحية أخرى، أكد مدير الشبكة العربية للأبحاث والنشر نواف القديمي أن إدارة معرض الكتاب أمرت بإغلاق جناح الشبكة دون إيضاح الأسباب أو دواعي الإغلاق.
وبين القديمي في تغريدات على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي quot;تويترquot; أن إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، quot;فعلت ذلك ليلاً دون إعطائنا أي خبر وهو تصرف لا تقدم عليه إدارة محترمة وحتى الآن لا أحد يخبرنا بالأسبابquot;.
وتذور أحاديث من داخل المعرض بأن اللجنة أخذت عدداً من الكتب، من بينها كتاب quot;زمن الصحوةquot;، في حين أن الكتاب كان يباع في الدورات الماضية للمعرض، وهو كتاب يسهب في شرح تفاصيل تعقيدات الحراك الإسلامي في المملكة منذ عقود.
يذكر وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة، افتتح المعرض تحت رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة مئات دور النشر من الداخل والخارج وسط غلبة عناوين التراث الاسلامي.
ويشارك في المعرض الذي سيستمر عشرة أيام 1700 دار للنشر بينها 1300 من خارج المملكة، ويعمل فيه حوالى ثلاثة آلاف موظف، وتحل إسبانيا ضيفة الشرف للعام الحالي نظراً للروابط بين ثقافتها والثقافة العربية بحسب القائمين على المعرض.