1.
مِن طَرفِهِ
قَدْ مَسَّنا
سَيفٌ تَخْضَّبَ
بالسَّنا
فأثخَنَ
الرُّوحَ المَشوقَ
كأنَّما
نَسْعَى لرَوضٍ
فيهِ نَلْقَى حَتْفَنا

فلم يَمُتّْ
قَلْبٌ فِي مَحْبُوبٍ فَنَى

2.
يا قَلْبُ لن يُؤذيكَ
في حِضْنِ الحَبيبِ
أن تَذْرِفَ الأنفاسَ
تَعتنِقَ الأنينا
أن تَسْكُبَ النَّبْضَ
فَرَاشًا في اللهيبِ
تَبْقَى بِهِ نورًا
يَدُلُّ الحَالِمينا
على دُروبٍ جَامِحة
صَوبَ المُنى

فلم يَمُتّْ
قَلْبٌ فِي مَحْبُوبٍ فنى

* عُثر على هذا النص غُفلاً من التوقيع، مرقوماً على رقعةٍ من الجلد المبقَّع ذي الرائحة الداكنة، مصحوباً بكثير من الرسومِ المبهمة التي داهمت الحواشي الرطيبة، ومذيلاً بالإهداء التالي:
إلى س. ع. لا تذهبي بعيداً عن النهرِ الذي يخترق صدرَ العالم المحتقن فلربما تجيء الشمس من خلفكِ بغتةً؛ فتبسط ظلكِ على وجه الماء الكامد فيصير الماء خمراً؛ خمرئذ يجدُّ الكونُ المأتمي موطئاً لقدميه المقروحين في أزمنة الفرح الضنين؛ خطوتئذ تختبرُ القلوبُ المستوحشة روعةَ أن تعصفَ بها أهوالُ النعومةِ ---(هنا خرق في الرقعة)--- لا تذهبي بعيداً عن النهر المقرور؛ ففي عينيك لا يتجلى من جسدِ الدفءِ إلا ما هو ظلٌ لظلكِ، في غورهما أقداحٌ -من فضةٍ ويواقيتَ، تدهقُ بمعتقِ الحُلمِ- ينتظر النهرُ تسكابَها الوشيك ليثملَ؛ فليس بمقدور نهرٍ -مهما بلغ نصيبه من الجسارة والرعونة- أن يذهبَ إلى مقصلةِ البحرِ إلا مترنحاً متعتعاً بمعجزةِ الظل الجميل وثمالةِ الحُلم ---(خرق في الرقعة مساحته ثلاثة أضعاف الخرق السالف)--- الآن في زنزانتي أُلصق وجهي العجوز حيال النافذة الغاصة بالقضبان وأصرخ قائلاً: قليلٌ من خمرِ ظلِّكِ يُصلح العالم. ولكن quot;ميمَquot; العالم تستحيل نشيجاً مديداً بين شفتيَّ -العالممممممممممممم- إذ في غيبتكِ ذبحوا كل الأنهار وحاكموني. وغداً quot;ميمُquot; النشيج تستحيل صمتاً في كنفِ المشنقة.