&

وانت تأخذُ مقعدَك جوار سيّدتِك القصيدة
اخنقْ دَويَّك العالي
تعلّمْ لغةَ الهمسِ والنجوى الخافتة
لا تتكلمْ وأنت تهزّ يديك
دع اصابعَك تشبكُ بعضَها خجلا
اياك ان تُظهرَها تتطايرُ كمعلّقٍ سياسي أرعن
أو ديَكٍ هائجٍ يُدمي خصمَهُ
اتْقن الانحناءة قليلا كمن يترقبُ طلعةَ صديقة رائقة
&من صفوةِ المجتمع المخملي
ليكن صوتُك خافتا ومسموعاً معا
دون ان تفتحَ فاك وتُظهرَ زبَدَك
وتكشفَ عن اسنانِك الفاسدة
فالقصيدةُ اولا ؛ كما النساء الغانيات
&تتقدمُ في صدارة اهتماماتك
لاتتعثرْ وانت تفتحُ بابَ عربتك لها
ارفعْ اذيال فستانها بتوئدة
خذْها بيدك في رفق
واسحب كرسيّا لتقعد& أمامك
عند دعوتك لها للعشاء
اسألها بابتسامة عما تشتهيه من قائمة الكلمات
لابأس ان تضع فوطةً بيضاء قبالتها
لتمسحَ ماعلقَ من شوائب عن وجهها
انْتَقِ اطباقا زاهية لوجبة غذائِها
حاذرْ ان تُحدث قضقضةً وانت تمضغُ الطعام
اغلقْ شفتيك ولتكن أذناك صوب كلامها
حينما يغني لسانُها ويناجيك
استمعْ اليها حرفا حرفا ونقطة نقطة
توخَّ الحذر من غرزِ الشوكة
لئلا تقفز اللحمة الوطنية وتسقط على وجهها
خذْ ماتتناول بتأنٍ وحذر شديدين
وابلعْ مابين اسنانك ان تعذر عليك سحقها
لاتكن مثلما عهدتُك قبْلا... تلاعب كرشَك وتمسّدهُ
حالما تنتفخُ معدتك النهمة وتشبعُ هانئا
وتمصمصُ اصابعك مما علق بها
وتأخذك الزفرة لتمرير لسانك في العظام
كي تلعقَ بقايا نخاعها
ابعدْ يديك ولاتلمس طعام القصيدة بأناملك
كفاك ماكنت تنهش في موائد الشعر
من أطباق الممبار ولحمة الراس وجثث الخراف
انت الان غدوت مغزلاً للحرير وصديقاً للقوارير
تردحُ لك المهرجانات الصاخبة بالحضور
انسَ انك كنت بالوعةً& للمسكّرات
تذوّقْ كأسَك بارتشافٍ ارستقراطيّ حدّ بلل الشفاه
فلست الان من آكلي لحوم رؤوس البقر
ومن المنبوذين في الحانات الرخيصة
ممن أدمنوا التبوّل في زوايا الحواري الضيقة
البائتين في الخرائب والغرف الضيقة الرطبة
غدوتَ الان كاريزما عاشقٍ يتقن الأتيكيت
ويحسن الظهور بلياقة فرسان الحداثة
لم تعد اخرقَ مثلما عهدناك
قافزا كالبهلوانِ على حين غرّة
هاهي مومسات الشِّعر تتوسّل اليك طائعةً
لإسكات شهوتهنّ وتصيّرهنّ شواعر
في أسِرّة النوم ثم في محافل المنصّات
هل تريد مزيدا من أكوام اللحمة الوطنية ؟
مرّ جميلاتك ان يحضرن لك اسياخاً
لشوائها على جمر القصائد الملتهبة
اشبع شهواتِ بطنِك وذيلِك الامامي
قد بعُدَ الغاوون والمصفّقون ولم يتّبعوك
فخطاك على الرمل فقدت أثرَها
جفّ مدادُكَ ، صرْتَ قصبةً عمياء
فالصالونات لاتملك سكاكينَ حادة
لتقليمِ حوافرِك الصلبة
عهدي بك انك كنت تبري& قلمَك بظفْرك
لتثير قرفَ أعدائك وتغيض جلاّدك
ما الذي فتحَ خياشيمك على الزعفران الفارسي ؟!
ما الذي شوّقك الى شميم عرار نجد ؟!
فهل بعد التخمةِ من عرار !؟
لماذا اخترتَ ان تطهو من توابل الجنّةِ منكِّهاتِها الاثنية ؟
أيها الراقص شهوةً على مواقد القدور المستعرة
لاتقل كلماتك التي ظلّت لازمةً في لسانك :
" قتلوا قصيدتي " و" طاردوا صوتي "
هوناً يا من تتشهّى تفتيت لحمتنا
ليسهل هضمُها ، وتكونَ سائغةً
تلوكها اسنانُك النخِرة
دعني أهمسْ في سمعك ان الياسمين
لم يعد يلاقحُ الخزامى في البوادي
خذ فحمك ومناقلك واسياخك
قصائدُك حمْلٌ كاذب
نترقب فضائحه بعد لأيٍّ قصير
تحشو دماغك عقائدَ سافلة
لامكان لك بين ظهرانينا
لم تعد الخبراتُ وسنوات المِران
شمّاعةً لتعليقِ خِرَقِك البائدة
احرق قصائدك ، لادفءَ مُضْمراً فيها
سوى انها زرادشتية الهوى
محشوّة في أزبال البيترودولار
معذرةً سيدي الشاعر الكبير
انت غيرُ مرحَّبٍ بك بيتنا المائل الجدران
فلتعد الى صالوناتك وجناحك الوثير
لسنا ممن تستهويه النجوم الخمس
نكتفي ببساط أخضر من العشْب في العراء
نتطلّعُ الى كلّ نجوم الله ضاحكين هازئين بك

[email protected]
&