ونحن في الرحلة إلى الشرق
أرخيت النظر إلى نافذتي
كل شيء في الطريق إلى الشرق
يشبهني:
وديان بلا أنهار،
اثنان يقتسمان السفر..
ولا شيء غيره،
والدرب إما: زيتون،
أو شوك، أو حجر
منازل مبعثرة،
كالأيام،
في انتظار سكان
وعربات رابضة على فج
سحيق.. جريح
تتأمل في خشوع
نظر زوار الغرب الأوائل

صوت الشرق كصوت القلب
شجي.. حزين
يأبى هنا الزمن الخضوع للعقارب في الساعة
.. يتبادل من ألفوا الطريق
الحديث
دون أن ينتبهوا إلى ولادة شعرية
تصدع وسط ضلوعي
كل الذكريات هنا سواسية
إلا: ذكر منازل الحبيبة
.. هو كذلك الشرق،
لا يعترف بسلطة الغرب الغريبة،
ورماديةً كانت سماؤنا
.. لا شمس ولا مطر،
ونصف قمر النهار لم يكتمل..
مر حين..
والدهر هنا،
وإن أفنى،
يَخضع ولا يُخضِع
سبيلي إلى قلب الحبيبة
.. لا شك، ولو بعد حين،
يرثيني..
ثم لا يستعجل يرديني
وا أسفي على قلبي الشريد
وا أسفي على الوطن الجريح
لا ينام المسافر إلى الشرق..
فلا وقت،
ولا سلوى له سوى كسر زجاج الماضي
بيدين عاريتين
لا يجد سكان الشرق
حبرا لكتابة الماضي الدفين،
سوى الدم
في مجالس دورية،
دائمة للتدوين
.. هل ستتزين الأشجار كعادتها،
بالأقراط البرتقالية الزاهية
إن هي سقيت بماء غير كريم؟!

في الشرق تعبر المفردات
إلى البلاغة
دون مجاز
فالحكمة هنا سهول مبسوطة..
ويصيح الوجع من قلب الجرح:
.. مبدئيا، كل شيء هنا رائع!
لكن، أين أساطير الحب؟!
أين زيت الضوء ينير القناديل الثلاثة؟!
وسكت الغضب عن صمت الوجع
إذ رأى جدولا.. يعد بالغدير
والطريق ما زالت طويلة
ونفس المسافر عليلة
واللسان مبين
وجذور الغرب في أرضنا ضاربة
لكن شجرها مصفر
كوجه السقيم،
وبعد عقود تسعة
لا يزال يرتع موتهم فينا
لا يبغي عنا الرحيل
وكلام الرشد في أوطاننا
يسير كحطب نار الغليل،
ما يضير الغرب
لو عاد شرقنا
كسالف عصره الغريق؟
وما كان سيضيره لو اعترف واعتذر
بعد أن أضرم فينا
وفي ماضينا الحريق؟!
&