&أصدر الروائي العماني محمد بن سيف الرحبي روايته الخامسة بعنوان "اسمها هند" في تجربة مختلفة تشكل حالة المواجهة بين العالم الواقعي المقترب من مفهوم التخييل الذاتي مع العالم الافتراضي، حيث يبدو الكاتب متحاورا مع بطلته عبر البريد الإلكتروني.&

يقدم الراوي إهداء إصداره الجديد "إلى العام الخمسين من عمري، جئتني بعد نصف قرن، كم بدوت لي قبلئذ.. بعيدا جدا.. جدا.. كأنك المستحيل."، مفتتحا "اسمها هند" بجملة يرى فيها أنه "لا يفترض ان تكون رواية.. ومن الصعب أن تقرأ كواقع، حتى أني، بنفسي، أصبت بحيرة السؤال: هل ما جرى هنا حقيقة أم متخيلا؟!".&
تطلّ بطلة الرواية هند عبر البريد الإلكتروني تقتحم حياة الكاتب وهو في أزمة مواجهة العمر الذي يتساقط سريعا من بين يديه، لتبدو حكاية مدهشة تتفاعل بأكثر من قدرة الكاتب / السارد على المواجهة، حيث بطلته هند تبدو افتراضية أكثر من كونها حالة واقعية لكنها تنجح في خلخلة من يعيش الواقع.&
يقترب المؤلف محمد بن سيف الرحبي من عالمه الذاتي ليقدمه ضمن السياق الروائي حيث تطل تفاصيل من حياته بين ثنايا العمل، مقاربا بين ما هو واقعي إلى درجة المكاشفة والجرأة في تقديم ذات الكاتب، وبين العالم اللاواقعي الآتي عبر شاشة الحاسوب.&
اعتمد الرحبي في روايته الجديدة على مجموعة عناصر لرسم ملامح الحبكة الروائية، من بينها اللغة التي تأتي شاعرية في معظم تفاصيل العمل الأدبي، متخذا من الحبكة مسلكا لتمرير هذه اللغة حتى على لسان البطلة "أنا أنثى، لا تنحني مهما بدت العواصف عاتية، تنكسر.. ليس ثمة مشكلة، الانكسار سنّة الأنوثة، أنثى لا تنكسر ليست بأنثى، لكن هناك من ينحني وهو منكسر لأنه متعب من توالي انكساراته، وأنثى تتمتع بحواف الهاويات فتعود أكثر قوة كلما انكسرت، ولأني أقرأ زوايا الانكسار بتخطيط مسبق أراوغ العاصفة لأضحك حين تهب، وأضحك أكثر حين لا تهب".&
يذكر أن رواية "اسمها هند" الصادرة عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان التجربة الخامسة لمحمد الرحبي بعد "رحلة أبو زيد العماني" و"الخشت" و"السيد مر من هنا" و"الشويرة".