&

&
&
&
إيلاف – خاص: صدر للشاعر والكتاب المسرحي خلف علي الخلف نصٌ مسرحي I am from Islamic State /أنا من الدولة الإسلامية. حيث جاء العنوان باللغة الإنكليزية! كردٍ على السؤال الذي يواجهه الراوي في الدول الأوربية: من أي البلاد أنت؟
يحكي نص أنا من الدولة الإسلامية عن الرقة؛ الحياة الإجتماعية في المدينة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وحتى قيام ماسمي الدولة الإسلامية على كامل أراضيها، والتي جعلت الرقة عاصمتها الأولى قبل أن تنتقل للموصل.&
يسرد الراوي تفاصيل مبعثرة عن الحياة في تلك المنطقة النائية، من خلال النص المسرحي الذي يقدمه ممثل وحيد «مونودراما»، توضح بعض عادات السكان وتقاليدهم، وعلاقة المجتمع في تلك المحافظة بالدين والتدين والإسلام، وتعايش المكونات الدينية في المدينة من خلال حكاية الراوي «الممثل» الذي ينتمي لهذه المدينة.&
بعد الثورة السورية يلجأ راوي الحكاية إلى السويد. حيث يمزج بين حياته التي يتذكرها في مدينته التي غادرها، وحياته الجديدة كلاجىء، والمفارقات التي يواجهها في مجتمعه الجديد من خلال علاقته بمشروع الإندماج وتعلم اللغة والتعامل مع أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة.&
يواجه «الممثل»؛ الذي بقي مهمل الإسم في النص، مفارقات ساخرة حينما يحاول التهرب من الإجابة الحقيقية على سؤال الأشخاص الذين يلتقيهم في أوربا عموما "من أين أنت؟" فيختار بلدان أخرى غير سوريا يقول أنه ينتمي إليها؛ ليهرب من شحنة التعاطف والتأسي لمصيره ومصير بلده، هذا التعاطف والتأسي الذي أصبح يثير نفوره ويربكه! خصوصاً عندما ينتهي عادة بالسؤال المعقد "ولكن حقيقة مالذي يحدث في سوريا.. نحن لا نعرف ماذا يحدث هناك.. لماذا هذه الحرب؟" كما ورد في النص.&
في مواجهة هذا السؤال "من أين أنت" يكتشف الراوي ما يسميه هويته الجديدة، وذلك بعد قيام ماسمي الدولة الإسلامية، ويصبح يرد بجدية على كل من يسأله& Where are you from? بالقول:& I am From Islamic State! هذا الجواب الذي يحدث إرباكاً ورعباً أحيانا في المجتمعات الأوربية... ومن هنا جاء العنوان بالإنكليزية.&
يتأسس سرد الراوي لأجزاء مختلفة من حياته في الرقة قبل هجرته عنها عبر ذاكرة بعيدة، وفي الغالب يتحدث عن طفولته في تلك المدينة، وينظر لعلاقات الناس من خلال عين طفل أصبح على أبواب الخمسينات لاجئاً في بلاد جديدة، بسبب الوضع في مايسميه بلاده السابقة، وقيام ماسمي الدولة الإسلامية في محافظته.&
يحدد النص منذ البداية وجهته؛ إذ أنه لا يتحدث عن فترة حكم الدولة الإسلامية في الرقة، ولا يرد ذكرها إلا كغائب. كما أن الثورة السورية بمجملها وأحداثها لاترد إلا كخلفية بعيدة وخفيفاً دون أحداث، حيث لا تشكل جزءاً من النص.&
وبشكل أساسي؛ يقدم النص راوي الحكاية/ «الممثل» في علاقاته بالمجتمع الأوربي عموما، حيث تجري الأحداث في دول أوربية عديدة؛ السويد، هولندا، سويسرا، ألمانيا، النرويج.. من خلال رؤية نقدية لطريقة التعاطي مع اللاجئين أولاً، والصورة المعممة عن سكان محافظة الرقة على وجه التحديد، والشرق الأوسط عموماً بوصفهم إرهابيين محتملين!
وكتب الشاعر علي العمري& على صفحته في الفيسبوك عن النص [تقف ذات أمام جمهور ليس بالضرورة منسجماً، لتحكي مأساتها، أو لتتأمل مصيرها بصوت مسموع، وتبوح بتناقضاتها منذ طفولة لم تكن بالطبع فردوساً وحتى عصر الكارثة الذي جعل من قرية كانت نائية ومنسية عاصمة للرعب والدمار، ذات تجعل من أحداث آنية في المأساة السورية مادة للكشف عن لامعقول صار بمثابة واقع، وبنبرة موجعة توحي بما يظل عصياً على القول في معنى أن تكون لاجئاً... ولتصل هذه الذات في النهاية إلى عبث وجود أصبح كله عدماً!
هنا احتماء بنسيج من سخرية تبدو شفافة أحياناً ولكنها أيضاً مُـــرَّة، جارحة، سخرية شائكة ليس إلا عبرها يمكن التعايش مع عالم جديد يجعل من كينونتك كلها محط تساؤل، اسمك، لون بشرتك، هويتك...!
عالم يجعل من ( where are you from?) اللازمة التي تذكرك دائماً بلعنة من أنت!&
سؤالُ هوية يصرُّ العالمُ مهما تناسيتَ على تذكيرك به، ليظل مثل نُذُر مشؤومة تطاردك أينما تكون! وتظل أنت في حالة هروب مستمر مما تجده دائماً أمامك!
وحتى محاولة أن تُدمج أو تندمج ليست أكثر من طريقة لكي تكون أداة صالحة في مِــفْــرمة حياة لا ترحم! هكذا بالقدر أو بالصدفة يصبح ذلك العمل الشاق الذي مارسته مجبراً في الطفولة (السارفيتور) هو ذاته الذي ستنتهي بك الأقدار مُــرغماً على ممارسته في الكبر!]
جاء النص في 64 صفحة من القطع الصغير، وصدر عبر منصة النشر الشهيرة لولو برس للنشر والطباعة على الطلب. وسبق للكاتب أن أصدر في المونودراما "كَلكَامش بحذاء رياضي" الذي فاز بالجائزة الدولية لنصوص المونودراما و"حقيقتان وممثلة واحدة" الذي قدم في أكثر من مكان.&
وقد أهدى الكاتب نسخة مجانية كاملة من الكتاب لقراء أيلاف على شكل كتاب إلكتروني لمدة أسبوع& يمكن تنزيلها من هنا&
https://www.scribd.com/document/360960346
&