&

&
لنْ تَرى نجمةَ الصُّبحِ
ولنْ تَبْتهِلَ في السّحورِ
حينَ ترى أُمّكَ تُصلّي
وأنتَ تقرأُ& لها "مفاتيح الجنان".
فَقد تأخّرتَ كثيراً&
والآنَ أنتَ بعيدٌ
وحيداً
تُغذُّ الخُطى في طريقٍ بعيدٍ
لا تعرفُ مِنهُ غيرَ الحصى تحتَ قَدميكَ
السّماءُ خفيضةٌ
والغابةُ سوداء بِالشّجرِ
لا أحدَ أمَامَكَ لتوصي لَهُ
وخَلْفُكَ صدى خطواتِكَ
وفي رأسِكَ ذكرياتٌ
تنمحي تفاصيلُها في كلِّ خُطوةٍ
حينَ تصلُ “وقد لا تصلُ !”
سَيفرغُ رأسُكَ مِنْ ذكرياتِكَ
وَتبقى وَحيداً تماماً
مِثلَ كتابٍ على مَنضدةٍ
كما كُنتَ دوماً مُنذُ أربعين عاماً.
لَعلّكَ يوماً تَصِلُ
لكِن، سَتهرمُ& وتنسى الطّفولة
سَتنسى تفاصيلَ وَجهِكَ
ونبرةُ صوتِكَ
سَتبحثُ عَن كلِماتِ الّلغةِ الأُم
ولنْ تجدَها بِشقِّ النّفسِ
سَتأتي كلماتٌ غريبةٌ
لَنْ تُوقظَ فيكَ حَنيناً
ولَنْ تُذكِّرُكَ بالذينَ عَرفتَهُم
سَتبقى تَطِلُّ على مَشهدِ الغابةِ خَلفكَ
والبياضُ أمامكَ
سَتحتارُ لحظةً
لكنّكَ، دونَ شَكّ، سَتدخلُ في البياضِ
سَتنسى ما تبقّى
تقولُ لِنفسِكَ: عِشتَ في المنفى طويلاً.