&

&

" 1 "
كيْفَ لي يا حبيبتي
أنْ أُروّضَ هذا الحبَّ؟
هذا الحبُّ الذي يتضخمُ يومًا بعدَ يوم
رغم أننا نتشاجرُ تقريبًا كلَّ حين
تُرى أيُّ حب هذا الذي يزداد قوّة وصلابةً
مع كلِّ شجار واختلاف بيننا؟
أخبريني من فضلكِ
ماذا سأصنعُ مع حبٍّ كهذا
بعدما ازدادت مساحات قلبي
ملايين المرات
ورغم هذا لم يعد يتسع له ؟!!!

" 2 "
هلْ ضحكتْ عليكَ المدينةُ يا صديقي
بنسائها اللاتي تُلطّخُ الألوانُ وجوههنَّ؟
بنسائها اللاتي يقابلنكَ بدلال مُزيف
برقةٍ خادعة
وكذب مقيم؟
ها أنتَ تسكنُ هنا منذ عشرين عامًا
باللهِ عليكَ
هل رأيتَ في روعة حبيبتكَ الأولى؟
في بهاءِ جارتكَ الحسناء؟
في رقّة وبساطة زميلاتك في الابتدائي والاعدادي
اللاتي كُنَّ يتسابقنَ بهداياهنَّ إليكَ
كي ينلْنَ قلبكَ الطيب؟

" 3 "&
كيْفَ لي يا رفيقتي
أنْ أعتذر لكِ
عن كلِّ لحظةٍ
مرّت عليكِ وأنتِ حزينةٌ
بسببي؟
كيف لي أنْ أمحوَ مِن ماضيكِ
من دفاتركِ القديمة
كلّ ما جعلكِ تبكين؟
أنا سييء جدًّا، أقسمُ لكِ
وقلبي كان قاسيًا عليكِ
رغمَ أنكِ كنتِ متّكئي ومرفئي ومرسايْ

***
كيف لي يا رفيقتي أنْ أعتذر لكِ
وكلُّ اعتذاراتِ الكونِ
لا تكفي جرائمي التي اقترفتها في حقك؟
فقط اعلمي أنني الآن أحبك
أحبك أكثر من أي وقت آخر
أحبكِ لأنك كنتِ كريمة معي
حدَّ اللانهاية
اعلمي أيضًا أنني تأكدتُ أنكِ
بالنسبة لي
كلُّ شيء في الوجود
وأن كل من هنَّ سواكِ
لا يصلحْنَ لي أبدًا.

" 4 "
ربما
أستطيع الليلةَ أنْ أُرتّب أوراقي
أنْ أتّخذ قراري الذي تأجّل كثيرًا
ربما أفعل هذا هذه الليلةَ
شرط أنْ أجدني لحظتها.



" 5 "
اليومَ
سَأغْلقُ كلَّ أبوابي
ونوافذي
فقط سَاُبقي نافذةً وحيدةً مفتوحةً
سأُبقي نافذتي التي أطلُّ منها عليكِ
عليكِ أنتِ وحدكِ يا حبيبتي.

" 6 "
معْذرةً يا أصْدقائي
إذْ إثْرَ خطأٍ طبّيٍّ
على يدِ جرّاحٍ سامحه الله كثيرًا
تحوّلَ قلبي
إلى قطعةٍ مِن حَجَرٍ صُوّان
لذا لا تلوموني
حين أعاملكم بغلظةٍ
أو حين لا أشعر بكم كعادتي بكم
مرّةً أخرى أقول لكم:
معذرةً يا أصدقائي
حين أخبركم أنّ هذا الجرّاح
هو ما فعلتموه أنتم بي.

" 7 "
يا ربُّ..
أهو ذنب حبيبته التي
تركها منذ ثلاثين عامًا تحديدًا
أو بالأحرى
تركته لتتزوج بعد تخرجها مباشرةً
نظرًا إلى ثراء أبيها
وأسرتها التي لم تكن لديها نيّة
في أن تنتظره طويلاً؟!
أم هو ذنب أبيه الذي
كان من المفترض أن يكون هو الآخر ثريًّا
لكنه اعتاد تبديد ثروته
على مأكله وملبسه؟
لكنْ
ما ذنبه هو؟
ما الذي قصّر فيه
حتى تعاقبه الآن؟!

***&
يا ربُّ..
أنتَ تعلم أنه أحبّها
بكل صدقٍ يومها
أنه كان يرغب في أن تكون له فقط
غير أن قلة حيلته حينها
" ولا ذنب له في ذلك أيضًا "
وأشياء أخرى
أدت به إلى ما حدث.

***&
يا ربُّ..
ألم يكن هناك عقاب غير هذا؟

***&
يا ربُّ..
كيف له أن يتحمّل كلَّ هذا
دون أن تمدّ له يدكَ الحنون
ويسعه قلبُكَ الأطيب ؟!
&