&

أخاطبك يا كلّ تلاوين فرَحي التي أحزنْـتِـها اسوداداً وحِدادا .
ولا أوهم أني أخاطب نفسي الأمّارة بالميل إليك .
أنت ماء انطفائي يوم اشتعلتُ سعيراً .
قدحة اشتعالي في ظلمة الليالي الحالكة المدلهمّة بالخوف والترقّـب ووساوس الفراق .
أنت دوران عجلتي ومسيري غير العاثر مع كثرة المطبّات والعثرات الجسيمة والهِوى السحيقة التي لاحت في طريقي .
مكبح وقوفي انا السريع الدوران في دواليب الحياة الدائخة .
تجالسني في عزلتي ناراً موقدة لياليِّ الشتاء ذات الزمهرير ، مؤنستي حين يطفح ماء الأسى .
تنأى عني في محفل جمعي حين تحوطني المباهج ويتكوّم حولي من أتلذذ بالتئامهم معي .
ليس لي سواك يا سوطاً لاسعاً حينما أتراخى مشياً هَـونا أنا الحصان الجامح شوقاً للقائك والواهن الذابل حنيناً طاغيا ميؤوسا منه اليك .
حصيري الوثير حينما أنهك من الكدح ويسري فيّ الارتخاء ، ومُـتّـكأي حين يرتخي وينهدّ قوامي .
قافيتي النادرة الملأى برويّ الحروف المنسجمة حينما يزورني الشعر خاطفا .
أملي العريض كفضاءٍ شاسع حينما يتجهّم اليأسُ أمام مرآي وينقبض الصدر احتباسا وخناقا .
سفالتي حينما تضجّ الشهوة وتطيح بجسدي ويعربد الشبق في أنحائي .
زئيري الصارخ عندما تعتريني الشجاعة .
جعجعتي غير الفارغة وهي تدرّ طحنا وفيرا .
يا حبل قيدي أنا المنزوع من الفتوّة مذ رحلتْ ميعة صباي مودعةً جسدي .
انت مبعث حريتي الرهينة في يد جلاّدي الشرس ، الخالي من دسَـم الحنوّ .
ذلك السجّان الأصمّ من الحب واضعاً في أذنيه سدادتين من طين وعجين .
يا ظلّي البارد في هجير مواسم الرياح الخماسين والسموم .
آخر أنفاسي الطيبة وأنا أودّع الحياة ملوّحاً بمنديلي .
خاتمة حرفي وهو يضاهي ختام المسك وأنا أكتب ذيل قصيدتي الأخيرة .
شوط خطوي السريع الهارب وأنا أفلت من قبضة خاطفيِّ .
أنتِ آدميتي يوم كنت أتربع مرغما بين الوحوش البشرية .
رحَمُ إبداعي الولود نضجاً وتعافياً عندما تشيع النسوة العاقرات في زمان العقم .
هديل حمامتي الرائق لمسمعي قبل أن تخنقـهُ الغربان السود آكلةُ الجيَفِ الشوهاء وخارسة& الحناجر الماسية .
وفرتي أوان القحط واليباس ، ثروتي حينما يعمّ الاستجداء والعوز .
نافذتي المغلقة بإحكام وأنا أصفرُ مثل ريحٍ مجنونة .
مأمني وحِماي وملاذي الآمن عندما تتطاير أجنحة الفضائح .
حاجب عينيّ الحامي وأنا أصون بصَري من إشعاع العمى الأخلاقي والحنوّ الإنساني لعموم البشرية .
أنت ستاري العازل ان عمّ رذاذ البصاق وانتشر في الوجوه .
ومثلما تلبّستُ جِـلدَك وتلحّفتُ به قبلاً وأنت قرينتي في الحياة ؛ سأبقى آناً ولاحقاً يدثّرني كفَنُك ماحييت وما بقيت ؛ مرددا ماقاله بشارة الخوري وهو يهدهد حبيبته في رحلة نومها القصيرة ، لكن هدهدتي ستطول حتى يأذن الحين وأدنو من صنوي القرين .
نم مـِلْءَ عَـينِـكَ ؛ إنَّ عيْـني مِلْــؤُها&
دمْــعٌ وإن عَــنَّــفْــتُهـا امْـتلأتْ دَما&
نـم أنـتَ واتْـركْـني بـلا نــومٍ ودَعْ&
رُوحي ورُوحَك في الهوى تتكلَّما&
قلبٌ تجـولُ به العواصف جَــمَّــةً&
حـتى خَـشِـيـتُ عـليـه ألاَّ يَـسْلَمـا&
نـم فالْـهَـوى حَــربٌ عليَّ ؛ لأنه&
يَرضَى بأن أشقَـى وأن تـتنَــعَّما&
نم فوقَ صدري إنه مهدُ الهوَى&
بِـيْـضٌ جوانِحـُـه ترفُّ عليكمـا&
لوْ أَنَّ بعضَ هواكَ كان تعَـبُّـدًا&
وحيـاةِ عـينِكَ مادخلتُ جَهَنَّما
&
&