واشنطن: رداً على وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض أنجز الكاتب البريطاني هاورد جاكوبسون، الفائز بجائزة مان بوكر، رواية كوميدية قصيرة في زمن قياسي لا&يفسر فيها لماذا فاز ترامب بل يقدم "سلوى في السخرية الوحشية"، على حد تعبيره. ومن المقرر ان تُنشر رواية "بوسي" Pussy في ابريل، وقال صاحب "مسألة فينكلر" انه كتبها خلال الشهرين اللذين أعقبا الاعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر الماضي. وبخلاف روايات جاكوبسون المعاصرة، فإن روايته القصيرة قصة خيالية تدور حول الأمير فراكاسوس، وريث دوقية اوريغين المشهورة بناطحات السحاب وكازينوهات القمار، وكيف كان يمضي سنوات مراهقته في مشاهدة برامج التلفزيون الواقعي وفي تخيلات جنسية مع عاهرات.&

أسرع كتاب&

ويظهر فراكاسوس في القصة متبطلا، مختالا، نزقاً الى جانب كونه جاهلا وأنانياً بحيث يكون آخر من يمكن التفكير فيه مؤهلا لقيادة بلده. ولكن المستحيل يصبح واقعاً في عالم فراكاسوس. قال جاكوبسون: "ان الخيال لا يستطيع ان يباري الواقع في هذا الزمن. وان الكتاب كان يختمر في رأسي منذ بداية 2016". وأضاف "كنتُ في الولايات المتحدة اوائل العام الماضي لترويج كتابي "اسمي شايلوك" حين رأيت مرعوباً "هذا الرجل [ترامب]. كان ذلك امراً لا يُصدَّق". &وبعد الانتخابات تفجر ما كان يختمر في داخل جاكوبسون على الورق. وقال الكاتب "كنتُ استيقظ مع بزوغ الفجر كل صباح لكتابتها" معترفاً بأن "بوسي" أسرع كتاب انجزه. وقال: "أنا كاتب بطيء عادة وأُؤمن بالكتابة البطيئة".

وكان جاكوبسون أصبح في عام 2010 واحداً من روائيين كوميديين فقط فازا بجائزة بوكر الى جانب كنغزلي ايمس الذي فاز بها في عام 1986. واعرب جاكوبسون عن الأمل بأن تقدم روايته الجديدة "سلوى في السخرية الوحشية" الى القراء الذين أصابتهم احداث العام الفائت بالاكتئات، وأن تضرب نزيل البيت الأبيض الجديد في مكان حساس هو أناه.

سلاح فعّال&

ونقلت صحيفة الغارديان عن جاكوبسون قوله: "ان الهزل سلاح هام في المعركة ضد ما يحدث، وترامب يبدو شخصاً مكشوفاً بصفة خاصة للسخرية". بالاضافة الى ترامب، تهجو الرواية اعوانه ومؤيديه على جانب الأطلسي. وأكد جاكوبسون ان مؤيدي بريكسيت في بريطانيا ايضا لهم نصيبهم من السخرية في روايته. ولكن الرواية الجديدة أكثر من كوميديا أدبية، وقال جاكوبسون انه أراد ان يستهدف بها "افلاس ترامب الأخلاقي وايضاً الافلاس الخالص للثقافة التي انجبته". وأراد ان يلفت بصفة خاصة الى الضرر الذي الحقه بالخطاب السياسي موقع تويتر الذي استخدمه ترامب للالتفاف على الاعلامالتقليدي. واضاف جاكوبسون ان لدى ترامب غريزة حادة تجاه تويتر مكَّنته من التوجه الى الناخبين بعيدا عن رقابة الصحافة على اقواله. واشار جاكوبسون الى انه استوحى جونثان سويفت و"كانديد" فولتير في كتابة الرواية الجديدة.