&
يوثق كتاب "يرشد الظلام الى طريق جانبي" لجملة من الكتابات الابداعية حول تجرية تجربة الشاعر الكردي العراقي المعروف طيب جبار الشعرية، عبر توازنات شتى من مختلف الأقلام الابداعية التي قدمت رؤاها المختصرة والمقصرة على تلك التجربة المميزة، كتاب كرد، عراقيون &وسوريون، من شتى الانتماءات الابداعية في فضاء واضح على خارطة الابداع لا غيرها أكيد.
كتاب "يرشد الظلام الى طريق جانبي" الصادر حديثاً ضمن منشورات "وارفون" للنشر والتوزيع في العراق – مدينة البصرة، يعبر عن تجربة واحدة، بأقلام كثيرة، بدءاً بـ الكتاب: فريد أمعضشو وحاتم الصكر ومحمد صابر عبيد، ومروراً بالكتاب: لقمان محمود وفتح الله حسيني وجاسم عاصي وعبدالغفار العطري ود. حازم هاشم وبكر درويش، والى الكتاب: وجدان عبد العزيز وابراهيم محمود وعبد الله طاهر البرزنجي، هذا الأخير الذي كتب بغزارة وترجم بقوة من الكردية الى العربية ابداعات الشاعر طيب جبار في محطات مختلفة ومنابر كثيرة وموزعة على جغرافيات غير محددة، إذ يختم الكتاب بقصيدة غير منشورة من ترجمة عبد الله طاهر البرزنجي تحت عنوان "يمشط البرد في ليالي الشتاء":
الى أين أذهب
مقاسات كل الطرق
ضيقة عليّ
المستقبل كالمساء منحدر
منخفض كالفجر
لبيت صرخات كثير من الجداول
ولم أستطع
كسب صداقة النهر..
الكتاب الذي أعده وجمعه وحرره الكاتب العراقي صفاء ذياب يستهل بكلمة له يقول فيها "يدخلنا طيب جبار في عالمه، هو ليس يومياتنا التي نعيشها، لكنه مع هذا لا يبتعد كثيراً عن بيئته، فالأشجار والأنهار والجبال والثلووج، بل وحتى حياته السياسية تراها كلها في نصه القصير منه والطويل، كما نكشف ذلك في لغته، وهي لغة تتسم بالبساطة والوضوح والابتعاد عن القاموسية".
في السياق ذاته يدون الكاتب زهير بهنام بردى: ينزع الشاعر الى اقامة احتفالية ذاتية لسيرته الشخصية عبر سرودات يتحاور بها مع ذاته لسؤال الوجود المتوالد المتكرر الذي يقام على دعائم ذاكراتية وحلمية وأسطورية"..
كما ويكتب الكتاب والشاعر الكردي السوري لقمان محمود حول ذات التجربة الابداعية "قلة من الشعراء رسموا آفاق شعرهم بحرفية وفنية واعية لقضايا الشعر ومتطلبات القصيدة المستمرة بحراراته وفنيتها وطيب جبار واحد من هؤلاء القلة"..
ويكتب الكاتب العراقي يوسف يوسف : الشاعر طيب جبار يعد واحداً ممن يحرصون على الحفر في طبقات اللغة والابتعاد عن المألوف من صياغات وتقديم صياغات أخرى مبتكرة لا يمكن العبور من أمامها في عجلة..
ويقدم الكاتب والناقد الكردي العراقي عبد الله طاهر البرزنجي شهادته حول تلك التجربة باختصار واضح إذ يكتب "الشاعر طيب جبار يجمع بين النقد والشعر ودراسة المكان عبر مفاهيم هندسسة، كما يضعه ضمن حداثة المرحلة الثانية في الشعر الكردي التي تلي الرواد" وذلك في إشارة الى جمع طيب جبار بين الشعر والهندسة، لأنه شاعر ومهندس في ذات الوقت، وهو من مواليد مدينة "كركوك" ومن مؤلفاته: "مرثية الرماد" و"قصائد تلتفت الى الامام" ومؤلفات أخرى بالاضافة الى نشره لمئات القصائد والمقالات النقدية في دوريات ومجلات وجرائد مختلفة داخل العراق وخارجها.